تعرض معلم الإسطرلاب الواقع بمدينة القيروان عند مفترق الطريق المقابل لمقام أبي زمعة البلوي، الى التخريب ونهب أجزاء منه ، من قبل مجهولين وذلك على مراحل ما ادى الى تشويه معالمه وتحويله الى هيكل. ما يستوجب التدخل الحازم لصد المخربين. عمليات النهب حولت المعلم المنتصب بشموخ فني وحضاري وسط المدينة، من تحفة فنية الى خردة وكتلة من ركام معدني. ومن عنصر جمالي الى إشارة للخراب والعبث «الهلالي» (نسبة الى بني هلال الذين خربوا القيروان في العهد الأغلبي) الذي تشكو منه مدينة القيروان منذ سنوات بسبب غياب روح المواطنة والتربية على قيمها. المعلم لم يتبق منه سوى هيكل أجوف تنفخ فيه الريح. بينما تعرض الجزء الخارجي المكون لمجسم الإسطرلاب الى النهب. المجسم معدني ومطلي باللون النحاسي، وجزء منه خشبي. ويبدو ان جزءا منه من معدن النحاس وقد يكون السبب في تعريضه للنهب من قبل لصوص «النحاس». ولعل العملية متواصلة لنهبه جملة وتفصيلا. وربما يريد احدهم ان يحول مكانه الى منزله على خطى عصابة الطرابلسية. عناية بالمجسمات اللصوص مجهولون. وهذا الأمر حدث بعيد ثورة الكرامة التي بذل فيها مواطنو القيروان الغالي والنفيس، ويبدو ان هناك من يريد تشويه الثورة بأن يحولها الى أعمال نهب وجمع للثروة من خلال سرقة الممتلكات العمومية. وقد عبر عشرات المواطنين عن استنكارهم لما حصل ودعوا الجهات المعنية الى حماية المعالم الفنية وحماية الممتلكات العمومية. وطالبوا الجهات الأمنية بالضرب على ايدي العابثين بخصوصيات عاصمة الأغالبة مؤكدين ان اللصوص استغلوا الفراغ الأمني ونقص الدوريات ليقوموا بهذه الأعمال المشينة. وبنفس القدر تنشد بقية المعالم الفنية والمجسمات التي تزين مفترقات الطرق بولاية القيروان وبمختلف المعتمديات، مزيدا من العناية من إضاءة وترميم وحراسة لأنها تمثل وجه المدينة من مختلف الاتجاهات، وهي التي انفق عليها من أموال هذا الشعب ووجب بالتالي حمايتها من الأيادي المخربة التي تسعى الى تشويه عاصمة الأغالبة وتشويه ثورة الكرامة.