الوالي قالها صراحة لا يملك حلا لمشكلتهم بل ومنع الشركة الجهوية للنقل بالقصرين من توفير حافلة لنقلهم الى تونس لمقابلة وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية رغم استعداد مدير الشركة لتوفير الحافلة لذلك انطلقوا في رحلة المتاعب مشيا على الأقدام مسافة 300 كيلومتر. هذه خلاصة مأساة أبناء القصرين المتخرجين من المعاهد العليا للرياضة والذين تعرضوا الى مظلمة في الانتدابات التي أقدمت عليها الوزارة مؤخرا حيث كان نصيب كامل ولاية القصرين 17 منتدبا من جملة 1239 على مستوى وطني ومن جملة 152 متخرجا من أبناء عاصمة الشهداء أي 1.37٪ من النسبة الوطنية في الوقت الذي كان النصيب الاوفر لولايات أخرى محظوظة في عهد نظام البائد ونظرا لذلك اعتصم هؤلاء في مقر المندوبية الجهوية للرياضة لمدة أربعة أيام لكن دون جدوى حيث تجاهلهم المسؤولون الجهويون وعلى رأسهم الوالي الذي أظهر لامبالاة بهم، في ظل هذا التجاهل أيقنوا ان الحل الوحيد يكمن في الذهاب الى تونس للقاء وزيرهم فاتصلوا بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين طالبين مدهم بحافلة للغرض فعبّر مديرها عن استعداده ولكن الوالي كان لهم بالمرصاد مرة أخرى حيث أصدر أوامره الى مدير الشركة كي لا يمكنهم من الحافلة حسب تصريحهم ل«الشروق» مما اثار حفيظتهم من سعيه المتواصل الى احباط عملية مطالبتهم بحقهم في الشغل وانطلقوا في مسيرة على الاقدام انطلقت يوم الخميس صباحا 17 من الشهر الجاري من القصرين حيث باتوا ليلة الجمعة في مدينة سبيطلة بعد 30 كيلومترا قطعوها ثم عاودوا المسير من جديد صباح الجمعة ليقطعوا 30 كيلومترا أخرى ويبيتوا ليلتهم في المدرسة الاعدادية بالزملة التابعة إداريا الى معتمدية حاجب العيون من ولاية القيروان بإصرار من أهالي هذه القرية ونقابييها الذين أكرموا وفادتهم أحسن تكريم بعد أن أكرمهم أهالي منطقة المغيلة التي مروا بها. هؤلاء وصلوا الى مدينة الباطن التابعة للقيروان اي انهم قطعوا الى حد الآن نصف المسافة بعد أربعة أيام من المسير وهو ما يعني أنه مطلوب منهم مدة أربعة أيام أخرى ليصلوا الى تونس ومقر الوزارة ومن المنتظر ان يكون يوم الخميس القادم علهم يجدون من يسمعهم في العاصمة بعد أن أغلقت أمامهم الأبواب في مدينتهم القصرين وبعد ان قدّم لهم المسؤولون الجهويون درسا في التجاهل والاحتقار يذكرنا بدروس بن علي.