نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مقالة للمستشرق الروسي المعروف يفغيني ساتانوفسكي قال فيها إن تكهنات مختلفة وتساؤلات كثيرة تدور حول الأسباب الحقيقية التي دفعت الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين إلى مهاجمة ليبيا. فثمة من يرى أن سيلفيو برلسكوني ونيكولا ساركوزي، لا يرغبان في تسديد ديونِهما المستحقة للقذافي، فقررا التسلحَ بالحِكمة الأمريكية القائلة: إن أفضل طريقة للتخلص من الديْن، تتمثل في قتل الدائن. ولفت ساتانوفسكي إلى أن الغرب سارع إلى الاعتراف بالمعارضة الليبية ممثلا شرعيا للشعب الليبي، لكن هذا الاعتراف ليس فقط لم يساعد المعارضة في استلام زمام السلطة في البلاد، بل تسبب في زيادة ضغط القذافي عليها، ومحاصرتها. ولما كان من الصعب على الدول المذكورة أن تقر بالهزيمة، بادرت إلى إلباس نواياها لبوس الشرعية الدولية. ولقد ساعدتهم في ذلك الدول العربية المؤثرة، التي وجدت في هذه المناسبة فرصة سانحة للتخلص من القذافي، الذي كان مصدر إزعاج دائم لها. ولهذا تمكنت من تمرير القرار اللازم لهذا الغرض عبر جامعة الدول العربية. ولدى تطرقه لعواقب العملية التي ينفذها الغرب ضد القذافي أكد ساتانوفسكي أن ملايين المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين سوف يتدفقون إلى أوروبا عبر ليبيا. حيث سيسمح لهم القذافي بالقيام بذلك بعد أن كان يقف في وجههم سدا منيعا. وهذا الأمر يدل على أن أوروبا تفتقر إلى بعد النظر في السياسة الخارجية. ويدل كذلك على أن روسيا ومعها الصين والبرازيل والهند وألمانيا كانت على حق عندما امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يقضي بحظر تحليق الطيران الليبي في أجواء ليبيا. فهي بذلك لم تمنع الدول التي تريد أن تسرح وتمرح في حقل مليء بالألغام. وبالتوازي مع ذلك برهنت أنها ليست في وارد حماية الأنظمة الدكتاتورية. خاصة وأنها (روسيا) تبدي حذرا تجاه إفساد علاقاتها مع الغرب. واعتبر ساتانوفسكي عن قناعته بأن لدى كل من المهاجمين أهدافه وحساباته الخاصة. فالرئيس الأمريكي باراك أوباما، على سبيل المثال، أراد، على ما يبدو، أن يثبت للجميع أنه قائد حازم جدا للعالم الحر. لكنه في المحصلة، برهن أنْ لا فرق بينه كحائز على جائزة نوبل للسلام، وبين بوش العدواني الأشر. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فيسعى لكسب نقاط إضافية تزيد من رصيده لدى الناخبين، خاصة وأنه مقدم على انتخابات رئاسية. وبالتوازي مع ذلك، يريد التخلص من التهمة التي تتحدث عن تلقيه مبلغ خمسين مليون دولار من القذافي لتمويل حملته الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الماضية. أما رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، فوجد في العمليات العسكرية وسيلة تنسي الجميع فضائحه الأخلاقية مع الفتيات القاصرات، وآخرهن المغربية روبي.