قال ممثلون عن الثوار الليبيين أمس أنهم يتوقعون سقوط العقيد القذافي في الأيام القليلة القادمة بينما أعلن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أمس تشكيل مجلس تنفيذي للإغاثة برئاسة محمود جبريل الذي انضم لهيئة الثوار في مطلع مارس الجاري والذي أجرى سلسلة اتصالات مع الدول الغربية. وتعهد ممثلان عن المعارضة الليبية باقامة دولة مستقبلية «علمانية وديمقراطية» مؤكدين أن المجلس الانتقالي لن ينسى عند توزيع النفط الحلفاء الذين قدموا العون للمجلس الانتقالي الليبي. وصرح علي زيدان عضو الرابطة الليبية لحقوق الانسان والمتحدث في أوروبا باسم المجلس الوطني الانتقالي «نريد أن يواصل التحالف تدمير القدرة العسكرية للقذافي. لدينا الرجال وما نريده هو السلاح». ورد زيدان إلى جانب «منصور سيف النصر» المعارض المقيم في المنفى في الولاياتالمتحدة، طيلة ساعتين مساء الثلاثاء على أسئلة مئة صحافي وكاتب ومثقف ووزراء سابقين دعاهم المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي للاطلاع على «مستقبل» ليبيا. وكان هنري ليفي قد توجه مطلع مارس الى معقل المعارضة في بنغازي وقدم مسؤولين في المجلس الوطني إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مما ساهم في تسريع الاعتراف بالمجلس محاورا سياسيا للاتحاد الاوروبي. وقال زيدان «في ليبيا نقول «وان» «تو» «ثري» «مرسي» ساركوزي (واحد اثنان ثلاثة شكرا ساركوزي)، حسب تعبيره. وعرف المعارضان نفسيهما بأنهما مبعوثان من قبل المجلس الوطني الانتقالي ولو انهما ليسا عضوين فيه. وأوضح زيدان أن «المجلس الوطني يتألف من 31 عضوا لكن تم الكشف عن هوية ثمانية منهم فقط لان بعضهم لا يزال يقيم في مناطق يحتلها القذافي»، على حد تعبيره. وتابع: «كل المناطق الليبية ممثلة في المجلس. هناك أعضاء من كل القبائل بما فيها القذاذفة التي يتحدر منها القذافي». واعتبر أن «ما يحصل ليس حربا أهلية. انه الشعب الذي سئم 42 عاما من الدكتاتورية. ليس هناك أي مخاطر بتقسيم البلاد». وأشار الى أن النزاع يمكن أن ينتهي «في غضون عشرة أيام اذا تواصلت الغارات بالقوة نفسها لتدمير المدرعات والاسلحة الثقيلة». وقال زيدان «لدينا ما يكفي من العناصر للتقدم نحو طرابلس ونحن واثقون من النصر»، مشيرا إلى أن الثوار يقاومون منذ اسابيع على الرغم من نقص الاسلحة في العديد من المدن في غرب البلاد. ومن جهته، قال سيف النصر ردا على سؤال حول ما ستكون عليه ليبيا بعد القذافي، إن «المجلس الوطني مجلس انتقالي وبعده ستشكل هيئة مكلفة بإعداد دستور». وأضاف «لبناء الدولة لدينا مسؤولون في داخل ليبيا وفي خارجها»، في اشارة إلى ثلاثين الف ليبي يحملون شهادات دكتوراه ويقيمون في اوروبا والولاياتالمتحدة او في دول الخليج. وردا على المخاوف من تزايد النزعة الاسلامية، قال إن «ليبيا المستقبلية ستكون دولة ديمقراطية وعلمانية. الشعب الليبي معتدل والدولة لن يؤسسها متدينون». وأضاف إن «القذافي قال اننا من القاعدة والان يهدد باللجوء إلى القاعدة ضد دول الغرب». وفي ما يتعلق بالنفط، تعهد زيدان ب«احترام العقود الموقعة»، مؤكدا أن السلطة المقبلة «ستأخذ في الاعتبار الدول التي قدمت لنا يد العون».