ربّي أنعمت فزدنا صبرا وجلدا. حمدا لك يا رب شبعنا ثورية وديمقراطية وحرية وحقوق إنسان إلى حدّ البطنة إلى حدّ التخمة إلى حدّ «البشمة» وإلى حدّ تعطل قدرتنا على الهضم تماما. لم نعد نهضم هيبة الدولة التي نزلت بدرجة أخرى تحت عتبة الفقر. ولم نعد نهضم حرمة الادارة التي تهاوت بدرجة أخرى تحت الصفر. لم نعد نهضم أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية التي تجاوزت آخر خط من الخطوط الحمراء في اتجاه الهاوية. لم تعد لنا من الطاقة على الصمت وهضم الكوارث الداعمة لارتفاع عدد ضحايا الانفلات الأخلاقي الذي نزل بمؤشرات التمدّن إلى أسفل السافلين. لم نعد قادرين على تحمل تخمتنا وبطنتنا و«بشمتنا» التي حجّمت الأسواق وقطعت الأرزاق ولا أحد يدري إلى أين نساق؟ لم نعد نهضم بركات المنصبين لأنفسهم أولياء صالحين على الثورة ولا أحد منا تجرأ يوما وتقيأ هذا السؤال الصعب عن الهضم من يحمي الثورة من لجان حماية الثورة؟ من يحمي تونس من السباق إلى التسلح عفوا إلى التحزّب. ومن يمسح أفواه المتسابقين من اللعاب الذي قد تسيله الهبة الأمريكية ب20 مليون دولار لانشاء صحف وأحزاب في تونس؟ وهلا تدرج بعض الأحزاب في البورصات بالأورو الأوروبي والدولار الأمريكي وتعم الشراكة في المنتوج الحزبي خاصة وأن زراعة الأحزاب في تونس أصبحت تفوق كل الزراعات بما في ذلك الزراعات الكبرى حتى وإن كانت «بعلي» إلى حدّ الآن. وقبل أن تنسيني «البشمة» أقول: إنّ للثورة شعبا يحميها دون سواه فتفضلوا بالنزول أيها الراكبون.. انتهت الرحلة وها نحن في ساحة العلاج من التخمة