رصيدنا اليوم هو خمسون حزبا، والعدد مرشح للارتفاع تماما كأسعار النفط في الأزمات فما العلاقة سيدي الشيخ بين النفط والأحزاب؟ أليس كل الأحزاب عندنا بجديدها وقديمها بعصريها وعتيقها لا هم ّ لها سوى «تطليع القاز» وإشعاله نارا في وسائل الاعلام بجميع فصائله، المقروء والمرئي والمسموع و«المهموس» والمدسوس والمحبوس حُبُسا على الأولياء الصالحين الجدد من المتحدثين باسم الشعب وهم نكرات لا إسم لهم. شخصيا ألم أر على شاشات الحوارات في الفضائيات مثلا نارا وإنما أشم رائحة «المازوط» المحروق وأرى دخانا يحجب على الناظر الرؤيا الى حد رأس الأنف. ومع ذلك أزعم أنه ليس دخانا وإنما ما هو إلا عُباب غبار الركض نحو الكراسي في أرض تتالت عليها عشريتان من سنوات الجفاف العجاف فتشققت وتكاثر غبارها الذي نراه تتناقله دواوير الرياح السياسية اليوم في كل مكان وساعة ولا لوم على من خفّت موازينهم الى مستوى وزن الريشة ان هزتهم مجاري الرياح فطاروا. أما ترون في منابر الحوار على فضائياتنا أغلب الحضور طائرين في السماء والكل يرفض النزول الى الأرض ويثبت أقدامه عليها. ولست أدري إن كانوا يعرفون أو لا يعرفون ان النمل وما أدراك من النمل الكادح الفالح اذا تجنح وطار مات منتحرا. أرى أقزاما تعملقوا حتى أصبحنا نرى ذاك الحيوان الحائطي المعروف عند البعض ب «بوكشّاش» وعند البعض ب «الوزغة» يتقمص شخصية التمساح تارة والديناصور أخرى. أعرف ان ثورة الشعب كانت غيثا أنفع من النافع اذ أتت على كل جفاف فينا وأروت ضمأنا وعطشنا الى الحرية وأعادت الى حناجرنا ريقها. وأعرف ايضا ان الغيث النافع اذا نزل على أرض هشة قد يحدث انزلاقات وهو ما بات واضحا لدى أكثر من فرد ومن مجموعة بيننا والحالة تلك لا أسألكم لا عن وزير الداخلية السابق ولا عن وزير الداخلية الجديد. وإنما «بجاه ربّي جاوبوني لله في سبيل الله» والحالة تلك: هل تكفي وزارة واحدة للداخلية؟؟؟