من موقع الحزن العميق على كل نقطة دم أريقت أو تراق في درعا الحبيبة أو في أي منطقة عزيزة من سوريا الغالية. ومن موقع الإدراك العميق بأن ثلاثية الإصلاح والانفتاح والشفافية هي فضيلة بذاتها، وضمانة لمستقبل الوطن ومطلب عادل ومشروع للمواطنين في كل مكان وتحصين – كما كنا نقول دائماً – للموقف الوطني والقومي. ومن موقع القلق العميق إزاء محاولات جرّ سوريا المنيعة الصامدة المستقرة إلى مهاوي الفتنة والانقسام والفوضى. ومع موقع الإيمان بالعروبة المؤمنة الجامعة المتجاوزة لكل النعرات والعصبيات الفئوية على أشكالها. نشعر أن الواجب الوطني والقومي يقتضي منا أن نتذكّر ونذكّر بصدق وإخلاص وترّفع عن كل الحزازات والحساسيات والحسابات العابرة إن سوريا كانت، ولا تزال، مستهدفة من أعداء يتربصون بها، ويستغلون كل ثغرة أو تجاوز أو خطيئة، من أجل: 1 محاسبة الرئيس بشار الأسد، ومعه كل سوريا، على المواقف المتمسكة بالثوابت المبدئية في صراع الأمة مع العدو الصهيوني، وهي مواقف أثبتت الأيام واقعيتها، ناهيك عن مبدئيتها، تماما كما كشفت عن عمق الأخطاء والخطايا التي وقع بها آخرون ممن تخلوا عن هذه الثوابت. 2 محاسبة الرئيس بشار الأسد، ومعه كل سوريا، على الموقف المبدئي الثابت ضد احتلال العراق، ومد يد العون للملايين من أهل العراق المستباح، ممن أغلقت في وجههم العديد من العواصم والدول التي سارعت إلى الصمت على العدوان أو التواطؤ معه أو تكريس مفاعيله. 3 محاسبة الرئيس بشار الأسد، ومعه كل سوريا، على وقفته إلى جانب الشعب اللبناني وجيشه ومقاومته. في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر، لا سيما عام 2006، حين فتح الشعب السوري، القلوب قبل البيوت، أمام مئات الآلاف من أبناء الشعب اللبناني. 4 محاسبة الرئيس بشار الأسد، ومعه كل سوريا، على احتضان قضية الشعب الفلسطيني ومقاومته، ورفض كل الضغوط الأمريكية والصهيونية للتخلي عن قادة المقاومة الفلسطينية، بل دور سوريا في تسهيل مرور كل قوافل الإمداد العربية والدولية عبر موانئها لكسر الحصار على غزة بعد أن أقفلت في وجهها العديد من الممرات البرية والبحرية . 5 محاسبة الرئيس الأسد، ومعه كل سوريا، بسبب رفضه الاملاءات الأمريكية والصهيونية، وبسبب الوقفة التاريخية أمام شروط كولن باول وزير خارجية واشنطن السابق، والتي قدمها في دمشق بعد أيام على احتلال العراق، وفيما دبابات الاحتلال الأمريكي تتوجه إلى الحدود السورية، وفيما الطائرات الأمريكية تقصف أراضي ومدنا سورية تقع على الحدود مع العراق. إننا إذ نتذكر معاً كل هذه المواقف التي تختزن كرامة الأمة وشرفها وعزتها في وقت عزّت فيه المواقف، فإنما نؤكد أيضاً على ضرورة الإسراع بإجراءات الإصلاح والانفتاح والشفافية المترابطة مع مكافحة الفساد واقرار التعددية السياسية واحترام الحريات العامة والشخصية، مشددين على معادلة ذهبية ندرك أن السوريين جميعاً متمسكون بها وهي: نعم للإصلاح والانفتاح والحرية... لا للفتنة والفوضى... كما ندعو كل شرفاء الأمة وأحرار العالم أن يتحركوا وفق هذه المعادلة، وبذل كل ما هو ممكن من اجل سوريا حرة أبية آمنة منيعة ، وانطلاقاً من ان أمن سوريا واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للأمة كلها.