مسعود الكوكي لم يكن سوى زغبة بين ريش جناح ولاية باجة المكسور من طرف بعض من أبنائها الذين نصبوا أنفسهم أولياء عليها من زمن بعيد وقريب مستعينين في ذلك بمن حكموها من غير أبنائها وبأزلام من حكموا تونس من أجل الكرسي والجاه والكسب، ابحثوا عنهم أين هم اليوم أكيد أنهم ليسوا في باجة. مسعود الكوكي بحكم وجوده ضمن ريش هذا الجناح الذي نخره «النموس» والبراغيث يسأل من زجّوا به في خانة الأعداء اللدودين لباجة، وأمطروه بوابل الشتائم في الساحات العامة، شتائم ظالمة حاقدة خالية من أبسط المقومات الاخلاقية والمدنية والتحضر. أيهما أولى بالاحتجاج ما قاله وكتبه والذي يجب أن يقال رغم مرارته أم من نهبوا ثروات باجة وفقروها، وفقروا أبناءها وجعلوها منبعا للفقر والبطالة والعوز الشعبي؟ كفى الغوغائيين غوغائية وزعامة مزعومة وللثوار الصادقين أقول باجة في حاجة الى أبنائها الشرفاء ليفتحوا ملفات الفساد في باجة. ابحثوا عمن ابتزوا مخزونها وخيراتها واستثروا من ثرائها وحوّلوها من مطمورة روما الى مطمورة طمروا فيها عشرات الالاف من أبنائها العاطلين عن العمل وفي طليعتهم حاملو الشهادات العليا الذين أصبحوا لعبة بين أيادي الوجوه السفلى التي باتت تلعب بمطامحهم المشروعة لأمر وغاية في نفس يعقوب، اسألوا عن هؤلاء البايات الجدد المنتصبين على عشرات آلاف الهكتارات من أخصب الأراضي وأثرى السهول من هم؟ ومن أين جاؤوا؟ اسألواعن المنطقة السياحية في الزوارع من أجهضها ولماذا؟ اسألوا عن ال 24 ألف هكتار سقوي لماذا تحولت الى مناطق بعلية ومن حوّلها؟ اسألوا عن الحوض الأثري بدقة وعن ملياراته أين هي؟ اسألوا عن معمل السكر ومن دمّره؟ اسألوا عن المركب الفلاحي بتيبار ومن أفلسه؟ اسألوا عن سوق الجملة الاقليمية التي تقرر بعثها بمنطقة الدمينة بحمام سيالة من حولها الى جهة أخرى؟ اسألوا عن المليارات التي ذهبت في مهب الريح بدعوى تعصير طريق باجةتبرسق وطريق باجةنفزة وطريق مجاز الباببوعرادة عبر قبلاط؟ اسألوا عن الاعتمادات المرصودة لبعث ناد للرماية بمجاز الباب لفائدة الطرابلسية؟ اسألوا عن تعويضات الأراضي التي غمرتها مياه سد سيدي سالم وسد كساب كيف تمت وبأي ثمن وبأي معاناة لأصحابها؟ اسألوا عن الاهانات التي لحقت باجة، كأن تكون الادارة الجهوية لديوان التطهير في نابل وادارتها الجهوية للسياحة ببنزرت وادارتها الجهوية للتنمية تابعة لولاية سليانة؟ اسألوا عن آليات التشغيل ماذا شغلت ومن شغلت؟ اسألوا عن القروض الفلاحية في باجة وعن حجمها السنوي الذي قد لا يكفي لانجاز نزل واحد في أدنى منطقة سياحية حتى وإن كان من صنف نجمة واحدة؟ اسألوا لماذا اعتصامات العاطلين عن العمل والفقراء والمساكين يتصدرها أصحاب الرواتب المنتفخة والفيلات الراقية والسيارات الفاخرة مطالبين بالزيادة تحت شعار الدفاع عن الكرامة و«البطّالة» والفقراء والمساكين؟ اسألوا من هم هؤلاء الطرابلسية الجدد؟ اسألوا أيهما أولى بالاحتجاج ما كتبه وما قاله مسعود الكوكي أم هذه الكوارث التي قصمت ظهر باجة وكسرت جناحها؟ أترك الحكم لسكان ولاية باجة ال 304 آلاف نسمة. ولم لا ل 11 مليون تونسي، ومع ذلك أنا واثق من أن أحرار باجة داخل وخارج لجنة حماية الثورة عازمون على فتح هذه الملفات عاجلا وأنهم قادرون على محاسبة المذنبين في اطار القانون الذي يعلو ولا يعلى عليه، وأن التاريخ سينصف الصادقين ولو كره الكارهون للعقل والأمن والاستقرار.