لوّحت امس حركة «حماس» بالثأر قريبا وبقوة لشهدائها الذين سقطوا الليلة قبل الماضية في غزة. وغداة هذه المذبحة عم الاضراب الشامل مدينة غزة حيث شيع امس عشرات الآلاف من الفلسطينيين الشهداء الاربعة عشر في ظل حالة من السخط العارم. وفي بيان اصدرته امس بعد ساعات من الغارة الاسرائىلية التي اوقعت عشرات الشهداء والجرحى في حي الشجاعية شرقي غزة توعدت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري للحركة الصهاينة بردّ قوي في مستوى المذبحة الجديدة.. ردّ في الطريق وقالت كتائب عزالدين القسام ان عملية بئر السبع المزدوجة التي نفذها اثنان من فدائييها «ماهي الا جزء من الضربات التي ستنزلها بالصهاينة». وفي بيان آخر صدر بغزة قالت «حماس» ان العدو النازي اقترف جريمة اخرى وان الردّ آت. وكان مشير المصري وهو احد الناطقين باسم الحركة قد اكد في وقت سابق ان الاسرائىليين لن ينعموا بالامن واصفا ما يحدث بالحرب المفتوحة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائىلي. وشيع امس عشرات الآلاف من الفلسطينيين الغاضبين الشهداء الاربعة عشر الى مقبرة الشهداء في غزة بعد وداعهم في حي الشجاعية ثم الصلاة عليهم في الجامع العمري الكبير. وقبل هذا كان الموكب المهيب قد انطلق من مستشفى «الشفاء» بغزة الذي نقلت اليه جثامين الشهداء وكذلك الجرحى الليلة قبل الماضية. وردّد الحشد الذي قدرته مصادر فلسطينية بنحو 30 ألفا هتافات تطالب كتائب عزالدين القسام بالردّ السريع على المذبحة وتنادي بأن يكون الردّ في تل ابيب. وخلال الصلاة على الشهداء وبعدها اكد مسؤولون من حركة «حماس» ان المقاومة مستمرة رغم سقوط الشهداء من الرجال والاطفال ورغم هدم المنازل. وخاطب احد المسؤولين مقاتلي القسام بقوله: «اضربوا العدو في كل مكان الى ان يرحل آخر مجرم (صهيوني) عن ارضنا». ولفت جثامين الشهداء برايات «حماس» الخضر وحملت على النعوش من مستشفى الشفاء وصولا الى مقبرة الشهداء محفوفة بعشرات المقاتلين المثلمين الذين كانوا يطلقون النار في الهواء. وعم الاضراب الشامل مدينة غزة حيث اغلقت المحلات التجارية ابوابها كما اغلقت المدارس وعُلّقت الدروس في الجامعات. البداية... فقط وبعد ساعات قليلة من المذبحة قصف مقاتلو كتائب عزالدين القسام مستوطنات صهيونية في قطاع غزة ومدينة «سديروت» في جنوبفلسطينالمحتلة بمدفعية الهاون وصواريخ القسام. وأكدت كتائب القسام ان هذه القصف بداية الردّ على مذبحة حي الشجاعية. وحسب جيش الاحتلال الاسرائىلي فإن القصف لم يخلف اصابات في سديروت وفي مستوطنات جنوب قطاع غزة. وقام جيش الاحتلال الاسرائىلي من جهته باغلاق الطرق الرئيسية في القطاع تحسبا لردّ محتمل من جانب مقاتلي «حماس». وفي الوقت ذاته اصيبت طفلة فلسطينية في العاشرة برصاصة في الرأس بعد ما فتح جنود الاحتلال النار على مدرسة تديرها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس. وبينما استشهد الشاب يوسف ابولبدة (18 عاما) في رفح متأثرا بجروح خطيرة اصيب بها في ماي الماضي اصيب امس عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق عندما القى العسكريون الصهاينة قنابل الغاز على تجمع للمواطنين الفلسطينيين عند حاجزي «ابو الهولي» و»المطاحن» في دير البلح.