شنّت مدرّعات العقيد معمر القذافي أمس هجوما كاسحا من ثلاث جهات على مدينة «أجدابيا» الشرقية فيما تواصل كتائبه حصارها على مدينة مصراتة معقل الثوار الأخير بالغرب وسط حراك ديبلوماسي إفريقي لحلحلة الأزمة الليبية والتوصّل الى وقف إطلاق النار خاصة إن حصيلة القتلى تجاوزت 10 آلاف شخص وفق المجلس الوطني الانتقالي. وسمع دوي انفجارات وأعيرة بنادق آلية لنحو 30 دقيقة من التخوم الغربية لمدينة «أجدابيا». وأكدت مصادر إعلامية محلية أن الكتائب الأمنية النظامية تسعى بكل طريقة الى بسط سيطرتها على «أجدابيا» باعتبار أنها البوابة الغربية لبنغازي. معارك عنيفة بمصراتة ميدانيا أيضا، تواصلت المعارك العنيفة بين الثوار والكتائب أمس في مدينة مصراتة الغربية. وقال مصوّر لوكالة الصحافة الفرنسية ان تبادلا كثيفا للنيران بالأسلحة الخفيفة والصواريخ والمدفعية الثقيلة جرى بين الطرفين. وأضاف أن الثوار تمكنوا من التقدّم غربا لكيلومترات عديدة. كما أكد متحدث باسم الثوار في بنغازي أن 4 أشخاص بينهم طفلان قتلوا وأصيب 6 آخرون بجروح في إطلاق قذائف وصواريخ بمصراتة، موضحا أن قوات القذافي تواصل إطلاق النار عشوائيا على المنازل في المدينة. وانتقد مجدّدا «قوات الناتو» التي اعتبر أنها لا تقوم بمهمتها في حماية المدنيين. وفي «الزنتان» جنوب غرب طرابلس قصفت القوات النظامية أهدافا عديدة. وفي ذات الاطار، قال الصليب الأحمر أمس انه سيوسّع نطاق أنشطته الى غرب ليبيا مع وصول سفينة محملة بإمدادات طبية الى مدينة مصراتة مضيفا أن فرق الإغاثة التابعة له في طريقها الى «الزاوية». وأوضح جان ميشيل مونود رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن السفينة ستعمل على مساندة المستشفى الرئيسي بمصراتة عبر تسليم إمدادات طبية كافية لمعالجة 300 مصاب. كما تحمل السفينة إمدادات غذائية كافية ل40 ألف شخص لمدة شهر. مبادرة إفريقية علي الصعيد الديبلوماسي، أعلنت وزارة خارجية جنوب إفريقيا أن مجموعة من القادة الأفارقة يقودها رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما ستزور اليوم الأحد ليبيا للقاء طرفي النزاع موضحة أنها حصلت على موافقة «الأطلسي» على هذه الوساطة. وأضاف بيان الخارجية أن أحد أهداف الوساطة الافريقية هو التطبيق الفوري لوقف إطلاق النار من الجانبين وفتح حوار سياسي بينهما. ومن المقرر أيضا أن يصل الى ليبيا اليوم الأحد فريق تابع للأمم المتحدة للتحقيق في فرضية ارتكاب جرائم ضد الانسانية. واستبق الثوار زيارة الوفد الافريقي بالتشديد على رفضهم المطلق لأي وقف لإطلاق النار لا يتضمّن رحيل القذافي وعائلته من الحكم. وفي ذات الاطار الديبلوماسي، يلتقي وزراء خارجية أوروبيين بعد غد الثلاثاء ممثلا عن المجلس الوطني الانتقالي على الرغم من التباين في وجهات النظر داخل التكتل الأوروبي حول الموقف الواجب اتخاذه حيال الثوار في بنغازي، ويمثل هذا اللقاء سابقة للاتحاد الأوروبي. من جهته، ذكر عبد الحفيظ غوقة الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي أن عدد ضحايا الاشتباكات في ليبيا خلال الأسابيع الماضية بلغ نحو 10 آلاف قتيل مشيرا الى أن نحو ألفي شخص قتلوا في طرابلس ومصراتة بالاضافة الى 1500 في الزاوية. وأضاف «سوف نواصل ثورتنا سواء استغرق الأمر شهرا أو شهرين أو حتى عاما كاملا إذا اقتضى الأمر».