جبال من الأوساخ بأغلب شوارع العاصمة تونس وروائح كريهة طالت حتى الشارع الرئيسي.. صور مقزّزة وخطيرة.. تناولتها الصحف وكل وسائل الاعلام، لكن لا تحرك من السلط المعنية بعد. أسبوع مرّ تقريبا على هذا المشهد الكارثي المؤلم، ولا من مجيب.. السوّاح، تركوا جمال تونس المغتصب، وأصبحوا هم كذلك يصوّرون «المزبلة» الموجودة أمام نزل العاصمة وبقربها وبكل الشوارع والأنهج المتقاطعة. إنّها الكارثة بعينها.. فالأمراض عفانا وعفاكم اللّه قادمة إلينا دون شك إذا تواصل هذا الخراب وبما أننا في فصل الربيع، فقد حلّت جحافل «الناموس» دون سابق انذار وحتما ستسرب سموم هذه المزابل الى المواطنين. تقول الدكتورة أحلام بوزريبة (طب عام) إن مخلّفات هذه الكارثة البيئية والصحية عديدة، ومن أبرز أضرارها الأولية إحداث التهابات في الأمعاء والتهابات رئوية، وبحكم تكاثره تقول الدكتورة بوزريبة، فإن «الناموس» يسبّب تسمّمات جلدية ويمثل كذلك وسيلة لانتقال الأمراض بين الأشخاص، وبطبيعة الحال تواصل هذه الكارثة قد يتسبب في ظهور داء الكوليرا عفانا وعفاكم اللّه. ولما كان ذلك كذلك، فإن الخطر يداهم العاصمة وسكانها والمواطن فعلا أمام كارثة بيئية وإنسانية. ورغم مبادرة بعض الأشخاص في حرق «جبال الفضلات» أمام منازلهم أو أمام مقرّات عملهم، فإن دور السلط المعنية ومسؤولياتها تحتم التدخل الفوري والعاجل لحلّ هذه المعضلة ومهما كان الثمن. نظافة شوارعنا مطلب جماعي لا رجعة فيه.. في انتظار تنظيف العقليات التي تستوجب سنوات...