كتب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل مقالا نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية أكد فيه أن ثورة الشعب الليبي تأتي بعد أربعة عقود من القهر والظلم، وأضاف أن الليبيين تمكنوا من تحرير جزء كبير من البلاد، مقدمين في سبيل ذلك آلاف الشهداء، موضحا أهمية الحاجة إلى مزيد من الوقت لبناء ليبيا الجديدة. وقال عبد الجليل في مقاله إنه تم تأسيس لجان محلية، ومجلس انتقالي، مؤكدا أن كفاح الشعب الليبي سيتوّج بتأسيس أول ديمقراطية، والتعبير عن آرائهم من خلال انتخابات عامة حرة وشفافة بعدما يتمكن من التخلص من معمر القذافي وعائلته. وأوضح عبد الجليل أن القذافي استطاع من خلال مرتزقته دحر القوات الموالية للثوار في سرت، كما أنه استخدم أسلحته المدرعة ومدافعه الثقيلة، وفيالقه الجهنمية لدكّ معاقل «شبابنا المقدام»، الذين نزلوا إلى ميدان المعركة من دون عدّة عسكرية قوية. وأضاف عبد الجليل أنه لولا تدخل الطائرات الفرنسية التي تحمي بنغازي، لكان القذافي قد حوّل المدينة إلى حمام دم كما توّعد بذلك، وثمَّن تدخل المجموعة الدولية الذي قاده نيكولا ساركوزي وحلفاؤه قائلا إنه لولا هذا التدخل لانزلقت ليبيا إلى الجحيم. وأضاف عبد الجليل أن طائرات «الناتو» لن تستطيع تحرير المدن التي يسيطر عليها القذافي، لأن قواته تتخذ المدنيين دروعا بشرية، كما أن الليبيين في الشرق لم يتمكنوا من تشكيل قوة عسكرية فاعلة، لأن فترة ستة أسابيع فقط لا تكفي لذلك، «ونحن نحتاج الوقت لبناء قوتنا، ومع ذلك فنحن فخورون بما أنجزناه». وأكد عبد الجليل أن الثوار ليسوا اليوم بحاجة لمن يخوض عنهم حربا بالوكالة، ولا يطالبون بجنود أجانب لنصرتهم ضد القذافي، لكن يطلبون من أصدقائهم منحهم الوقت والوسائل لتشكيل قوة قادرة على القضاء على مرتزقة «الدكتاتور» وتحرير المدن. وقال عبد الجليل إنه على المجموعة الدولية مواصلة تقديم الدعم للثوار، ليس فقط عن طريق التدخل العسكري الجوي، وإنما بالتجهيزات والأسلحة، وأن يمنح الثوار وسائل التحرّر، وساعتها سنبهر العالم بصنيعنا، لأن القذافي «نمر من ورق» لن يصمد طويلا، حسب قوله. وفي ما يتعلق بالتفاوض مع القذافي، قال عبد الجليل إن هذا الأمر ليس سوى واقعية عمياء، لأن قواته تهدد «ليبيا الحرة»، كما أنه تهديد للإنجازات القليلة المحققة حتى الآن، وقد يقضي على الدعم القليل الذي نتلقاه. واختتم عبد الجليل مقاله بتأكيد أن الليبيين انتظروا هذه اللحظة أربعين عاما، ومع ذلك لا بد من الحصول على بعض الوقت، داعيا «الأصدقاء الأجانب» إلى عدم التراجع عن دعم كفاح الليبيين من أجل ليبيا حرة، ومن أجل جميع الشعوب المحبة للحرية والعدالة.