إن المتأمل في الامر عدد 2973 لسنة 2010 بتاريخ 15/11/2010 والمتعلق بتنقيح واتمام الامر عدد 2246 لسنة 1992 يتصور ان المشروع التونسي يسعى لحماية المستهلك من مخاطر المبيدات الفلاحية ولكن وبالتدقيق في خلفيات الموضوع يستشف بالأساس مصلحة اقتصادية لأشخاص معنيين بما ان المصلحة الصحية محسومة في هذا المجال بموجب التحاليل الاولية التي تجري على اي مبيد مستعمل في العالم عموما وفي تونس خصوصا والمتأمل فيه لم يجد تغييرا الا في المادة السابعة منه بزيادة كلمة تعجيزية مخالفة لكل القوانين الدولية ومدونة السلوك الدولية للاتجار بالمبيدات ذات الاستعمال الفلاحي. فما هي الأسباب وراء صدور هذا الأمر وخلفياته؟ بالأساس توجد ستة أسباب رئيسية وراء صدور هذا الامر: 1 اقصاء جميع الشركات العاملة في هذا القطاع عدى الشركات المتعددة الجنسيات الامر الذي يسبب مباشرة إحالة عدد كبير من الاطارات العليا والعمال على البطالة. 2 التنقيح جاء بشكل حصري لإقصاء الشركات المتعلقة بالمواد الجنيسة فالملفات المطلوبة على الصيغة الحالية بصفة أصلية ومحينة لا يمكن توفيرها محليا ولا دوليا وهي غير معمول بها في المهنة. 3 تضارب هذا الامر والأخلاقيات المعمول بها في التجارة العالمية ويساعد الشركات متعددة الجنسيات على احتكار السوق على حساب شركات أخرى توفر حلولا بديلة بأقل كلفة وبنفس الجودة. 4 تطبيق هذا الامر يجبر الفلاح على استعمال المواد الاصلية ذات الكلفة العالية مما ينجر عنه العزوف على المداواة وبالتالي تدني المردودية في الانتاج وفقدان المنافسة محليا وخارجيا لغلاء تكلفة ا لمنتوج التونسي. 5 اقصاء تسجيل المبيدات البيولوجية والمستخلصات النباتية وبالتالي عدم تشجيع المنتوج البيولوجي. 6 تكريس وصاية الشركات العالمية على السوق المحلية وتأكيد تنفذ عائلات بعينها كانت وراء صدور هذا الامر وذلك لإقصاء اي منافسة داخلية او خارجية. يبدو هذا الملف صحيا في ظاهره لكنه يكرّس في باطنه سطوة المتنفذين في السلطة خلال عهد المخلوع وذلك بإقصاء لكل منافسة مباشرة او غير مباشرة والغريب في الامر ان الادارة الحالية لما انحازت لهذا الموضوع وأطلقت العنان للمنتهزين والحال اننا ازاء بطالة متزايدة سيزيدها تنفيذ هذا الامر حرمان آلاف المعطلين الجدد من فرص الشغل وكان الاجدر بنا ان نفكر في خلق مواطن شغل جديدة كفتح مخابر للتحاليل الكيميائية والسمية والبيئية وشركات للقيام بالنجاعة البيولوجية ودراسة الملفات واحتواء الكثير من أصحاب الشهائد العليا. الشركة العالمية للخدمات الفلاحية