لم يمنع الظرف الاستثنائي الذي تمرّ به البلاد، هيئة مهرجان اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس، من عقد الدورة السادسة للمهرجان في موعده دون أي دعم مالي من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. ورغم تردّد المشرفة على المهرجان، السيدة سهام بلخوجة في الاشارة الى تجاهل وزير الثقافة لهذه التظاهرة وذلك خلال الندوة الصحفية التي أقامتها صبيحة أمس السبت 16 أفريل 2011 بالعاصمة، فإن كلامها كان واضحا وجليا وهو أن السيد الوزير لم يجب بعد على مطلبها لانشغاله بأمور أخرى قد تكون ذات أهمية اكبر من اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي. وكشفت المشرفة على المهرجان التي خيّرت في هذه الدورة التقليص من ظهورها تحاشيا لأي ردّة فعل، أن ميزانية الدورة هذا العام بين 80 و100 ألف دينار، وأوضحت أنها حصلت على 03 آلاف أورو من قناة «آرتي» الفرنكو ألمانية، و10 آلاف أورو من المعهد الفرنسي للتعاون، اضافة الى دعم من وزارة السياحة واحدى الجمعيات أو المهرجانات الأوروبية. كل ذلك من أجل عقد الدورة السادسة للمهرجان وتقديم حوالي 65 فيلما لجمهور السينما في تونس، دون أي مقابل مالي. ورغم كل ما قيل في هذه السيدة ويقال، من أنها كانت من الموالين للنظام السابق، فإنها تستحق كل تقدير وتنويه، لا لشيء سوى لأنها قدّمت خدمة ثقافية وطنية للبلاد. ويكفي أنها خلقت مهرجانا ثقافيا وسينمائيا غير تجاري ومجانيا للجمهور استطاع ان يصمد خمس دورات متتالية سجل خلالها إقبال حوالي 165 ألف متفرّج. وفي الوقت الذي أهملت فيه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، وظيفتها الاصلية وهي تثقيف وتوعية المواطن ودعم المبدعين، وتنشيط الحياة الثقافية والفنية، وأساسا، في هذه المرحلة الذي بدأت تشهد عودة طيور الظلام، أصرّت باعثة اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس، على مواصلة تنظيم هذه التظاهرة مدعومة بعناصر شبابية مؤمنة بالسينما والثقافة كوسيلة أو أداة لمحاربة الجهل والظلامية. ومرّة أخرى تخفق وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في القيام بدورها،وذلك بتجاهل هذه التظاهرة التي ستعقد رغم عدم دعمها لها. كما ستكون أول تظاهرة احتفالية بعد ثورة 14 جانفي التي لم يسعد التونسيون بها الى حد الآن. ومثلما يقول غودار، من يحب الحياة يذهب الى السينما.