شكّك المخرج السينمائي مختار العجيمي في نزاهة أعضاء لجنة دعم الانتاج السينمائي، وقال إنهم وراء تدهور السينما التونسية وتراجع مستواها الفني. كما انتقد المشاركة التونسية في الدورة الجارية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي. وكان العجيمي قد تقدّم بمشروع فيلم إلى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للحصول على منحة دعم لانتاجه إلا أن لجنة الدعم رفضت ذلك. كما نسيت في دورة سابقة حتى النظر في مشروع فيلم وثائقي كان تقدّم به لنفس الغرض، واضطر وقتها إلى انجازه بلا دعم. والغريب أن وزارة الثقافة طلبت منه بعد ذلك عرضه في جناحها بالقرية الدولية في مهرجان «كان» الجاري حاليا في مدينة «كان» الفرنسية. «الشروق» التقت المخرج مختار العجيمي وحاورته في كل القضايا المذكورة وقضايا أخرى تتعلق بأزمة قاعات السينما وإقرار 2010 سنة للسينما وإنشاء المركز الوطني للسينما، فكان الحديث التالي: ٭ ما هو تقييمك لنتائج الدورة الأخيرة لاجتماع لجنة دعم الانتاج السينمائي؟ أهنئ كل أصحاب المشاريع السينمائية الذين حصلوا على الموافقة بدعم انتاجاتهم إلا أنني ألوم لجنة الدعم، ليس لرفضها دعم مشروع فيلمي الجديد، وإنما لرفضها كل المشاريع التي تقدمت بها منذ عام 2003 بما فيها فيلم «وتحيا السينما» الذي قيل لي وقتها إنهم نسوا أن ينظروا فيه لكثرة المشاريع المعروضة عليهم. تصوّر لجنة تنسى النظر في مشروع دون كل المشاريع الأخرى. ألا ترى في هذا عبثا، أعتقد أن لجنة الدعم غير نزيهة وتعمل لفائدة أطراف دون أخرى. ٭ هل تقصد أن هناك مصالح أخرى غير القيمة الفنية للمشاريع؟ أعتقد ذلك فهناك مصالح شخصية وفي رأيي يعمل نظام اللجنة لفائدة مصالح أشخاص معينين، وإني أتهم أعضاء اللجنة بالانحياز وعدم النزاهة. فهناك أطراف تؤثر في اختيارات اللجنة والوزارة لا علاقة لها بذلك. وهذه الأطراف تعمل لمصلحتها الخاصة وهي معروفة بالاسم. فأنا أتساءل مثلا: لماذا يغلقون الشركات الصغرى؟ حتى يحصل نفس المنتجين على منح الدعم. دعوا أصحاب الشركات الصغرى يعملون، فأغلبهم من الشبان. أعطوهم فرصة للابداع على الأقل بالفيديو. ٭ هل تتهم أعضاء لجنة الدعم بخدمة مصالح منتجين معينين؟ بطبيعة الحال، ولهذه الأسباب لم أحصل على دعم إلى اليوم. هل تعلم لماذا؟ لأنني لا أقدم «هدايا» وأرفض الانخراط في أجنحة والدخول في «كلونات» أعتقد أنني سأجمع أدباشي وأعود إلى فرنسا. ٭ وهل تعتقد أن عودتك إلى فرنسا ستساعدك على إنجاز مشاريعك؟ بطبيعة الحال، ولكن على حساب اختياراتي فالمنتج الأجنبي حين يوافق على دعم انتاج أي مشروع سينمائي، يفرض عليك شروطا قد تتعارض أحيانا مع اختياراتك. وإن كنت أرفض مثل هذه المسالك، إلا أني أجد نفسي مضطرا إليها. تصور أنني بعت جزءا من أملاكي حتى أتمّم إنجاز فيلمي «وتحيا السينما». علما وأن هذا الفيلم من النوع الوثائقي والنضالي يتحدث عن سينما الجنوب في مواجهة العولمة بشركاتها الضخمة والمتعددة الجنسيات. ٭ قلت إن وزارة الثقافة طلبت منك تقديم هذا الفيلم ضمن مشاركتها في مهرجان «كان» في حين أنها لم تشارك في انتاجه. كيف تفسّر هذا السلوك؟ وماذا تريدني أن أفعل. أرفض مطلبها! أذكرها أن لجنة الدعم نسيت حتى النظر فيه حين عرض عليها كشمروع. ٭ وما هو تقييمك للمشاركة التونسية في مهرجان «كان» وهل تعتبرها ذات جدوى؟ لا أرى فيها أي جدوى لأنها خارج كل أقسام ومسابقات المهرجان. فهي مشاركة إن صح التعبير هامشية، والهدف منها تسجيل الحضور لا غير. وأنا أتهم لجنة الدعم بحرمان السينما التونسية من المشاركة في أي قسم من أقسام المهرجان مثل «نصف شكر المخرجين» أو «نظرة ما» وذلك بسبب اختياراتها السيئة والخاطئة وغير النزيهة، عند اجتماعها للنظر في المشاريع التي تعرض عليها بهدف الحصول على منحة دعم. ٭ ألا ترى أن الحديث عن السينما في تونس اليوم أصبح عبثيا أو «سرياليا»؟ كلامك صحيح، فنحن نتحدث عن شيء مفقود. لا قاعات سينما لا أفلام تستجيب لرغبة الجمهور، ولا حتى شروط المهرجانات عن أي سينما تونسية نتحدث؟ أعذرني إذا عدت إلى لجنة دعم الانتاج السينمائي وكل لجان السينما بوزارة الثقافة، فهي المسؤولة عن تدهور السينما وغلق القاعات وكل الفوضى العارمة في القطاع. ٭هل تعتبر أنه تمّ إقرار 2010 سنة للسينما؟ أين؟ هل ترى سينما؟ ماذا بقي في 2010؟ سبعة أشهر؟ ماذا سيقدمون فيها؟ بل أين سيتقدمون بهذه السينما في حال كانت موجودة. ٭ هل نفهم من كلامك أنك لن تعرض فيلمك الجديد في تونس؟ أين؟ ومن سيشاهده؟ ربما أعرضه في أيام قرطاج السينمائية، أعتقد أن الفيلم التونسي لم يبق له سوى القنوات التلفزية والتظاهرات وفي ما يتعلق بفيلمي «ويحيا السينما» فقد اقتنه إلى حد الآن أربع قنوات من «آرتي» الفرنكو ألمانية و«TV5» و«الجزيرة الوثائقية» وقناة «نسمة تي في».