لئن ظلت الأندية والهياكل الكروية الأخرى في أوروبا تعتمد منظمي المباريات الرياضية في الملاعب (Les stadiers) منذ التسعينات وذلك استجابة للفصلين القانونيين من مناشير الفيفا (16 و22) وذلك لتجنب كل الأخطار التي قد تحصل داخل الملاعب. الهدف ايضا ضمان الأمن والطمأنينة في نفوس اللاعبين والمدربين والمسيّرين والحكّام والرسميين وغيرهم مثل الجماهير التي تتوافد على الملاعب بأعداد كبيرة ومتباينة فإن تونس لم تدخل التجربة وملاعبنا ظلت متأرجحة بين الشك واليقين قبل اعتماد بعض الأنصار للمهمة دون خبرة ولا تكوين ولا حياد أيضا والحال ان هذه التجربة تنادي الفيفا باعتمادها كما تدعّم الجامعات ماديا لترسيخها حتى تدرك كرة القدم استقلاليتها التامة عن كل الهياكل والوزارات والحكومات والأحزاب وبالتالي ارساء تقليد يجعل الأمن خارج الملاعب والمنظمون هم الذين يحفظون الأمن داخل الملاعب ويديرون الشؤون التنظيمية فيها.. أكاديمية ولأن المنطق والقانون يفرضان ارساء هذه التجربة فإن رياضيا سابقا وهو حسن الصديق الذي كان لاعبا ثم حكما أبى إلا أن يبعث أكاديمية في هذا الجانب لاستباق الزمن وخوض التجربة التي تعد الأولى في القارة الافريقية وذلك لإعداد وتكوين المنظمين للمباريات (Les stadiers) بعد دراسة مستفيضة للمشروع وتحوّله الى الفيفا ثم حرصه على اقتضاء أثر تجربة نادي باريس سان جرمان الفرنسي وملاقاته لمدير الأمن في ملعب حديقة الأمراء «جون فيليب داليفيلي» الذي أبدى استعداده لمساعدته في المشروع والحلول بتونس لتقديم عصارة تجربته في (البي آس جي) شأنه شأن بعض المكوّنين في هذا النادي وبعض المسؤولين في التكوين والرسكلة للمنظمين في الاتحاد الدولي لكرة القدم. مراكز تكوين معتمدة من الفيفا هذه الأكاديمية تعتبر منارة لمراكز التكوين للمنظمين المعتمدة من الفيفا ولذلك من المنتظر إقامة ندوات وملتقيات وذلك بالتعاون مع سلطة الاشراف وجامعة كرة القدم وبحضور مختلف الأندية المحترفة والاعلاميين وكل من له صلة بالقطاع لإبراز التجربة وذلك من حيث كل جوانبها القانونية والأمنية والرياضية فضلا عن دورها الفاعل في التشغيل الذي يعتبر هاجس البلاد بمختلف سلطاتها وأطرافها لاسيما أن لكل 100 شخص من الجماهير يكون هناك منظم معترف به وذو شهادة علمية تؤهله للمهمة وبالتالي قد يستوعب القطاع الجديد المئات من المنظمين الشرعيين القادرين على حماية كرة القدم من كل الأحداث والمخاطر دون الالتجاء الى الأنصار الذين مهما كان دورهم فاعلا فإن النجاعة العلمية نتيجة لانعدام التكوين ولقلة الخبرة قد تكون مفقودة.. وبالتالي فإن للتجربة الجديدة جدواها ولاشك ان الجامعة والأندية وكل من له صلة بالقطاع سيتفاعل مع التجربة التي لها أكثر من دور رياضي وتشغيلي وحضاري.