انهارت جهود رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي لعقد صفقة شاملة متكاملة مع المقاومة العراقية الناشطة في بغداد ومنطقة المثلث السني بعد اسابيع من المفاوضات السرية عقدها في الفلوج والرمادي وسامراء والعاصمة العراقية مع ممثلين عن هذه المقاومة ومسؤولين بعثيين سابقين وزعماء عشائر ووجهاء مقربين منها. واصرّت المقاومة نتيجة ذلك على مواصلة القتال وتصعيد الهجمات ضد القوات الامريكية والعراقية النظامية لمنع قيام نظام شرعي جديد عبر الانتخابات العامة لأنها ليست مقتنعة بكيفية توزيع الحصص والمسؤوليات فيها بين الطوائف والاطراف العراقية المختلفة. ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع قولها ان ما يفسر انهيار جهود علاوي هو التصعيد الكبير في العمليات العسكرية في منطقة المثلث السني حاليا. وأوضحت المصادر ذاتها ان المسؤولين الامريكيين دعّموا سرّا جهود علاوي هذه وتعهدوا بتخفيض مئات الملايين من الدولارات لإعادة إعمار وتنمية مدن المثلث السني اذا ما تم التوصل الى وقف كامل للعمليات العسكرية. واوضحت المصادر ان السبب الاول لفشل علاوي هو سعيه في الدرجة الاولى الى عقد صفقة أمنية مع المقاومة النشطة في بغداد والمثلث السني لتهدئة الاوضاع لكن من دون ان يقدم كمقابل لذلك اي عرض سياسي جدي ومحدد او اي ضمانات. وحسب ذات المصادر فإن علاوي قال لقيادات المقاومة والشخصيات التي التقاها... يجب التخلي عن وهم اعادة صدام حسين الى السلطة او تشكيل نظام جديد مشابه للنظام السابق في تركيبته ومقوّماته وطريقة توزيع الحصص والمسؤوليات فيه. واضاف علاوي لرموز المقاومة: اذا كنتم تريدون الحكم او الحصول على حصة معينة في السلطة فيجب وقف القتال وتأمين الاجواء العلمية الملائمة لإجراء الانتخابات العامة باشراف الاممالمتحدة مطلع العام القادم. كما رفض علاوي اقتراحا قدمته له قيادات في المقاومة وشخصيات مقربة منه يقضي بالدعوة الى عقد مؤتمر مصالحة وحوار عراقي وطني باشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة او باشراف عدد من الدول العربية والاقليمية غير المنحازة. ورفض علاوي كذلك السماح للبعثيين السابقين بتشكيل حزب سياسي جديد ولو باسم آخر تحذف منه كلمة «البعث» ورفض ايضا الموافقة على ضم اعداد كبيرة من عناصر هذه المقاومة العراقية الى صفوف الجيش الجديد والقوات الامنية المختلفة.