باريس بغداد واشنطن (وكالات) كشفت مصادر أوروبية مطلعة أن الولاياتالمتحدة اتخذت قرارا سريا يقضي بتأجيل الانتخابات العراقية الى موعد آخر «متفق عليه» وذلك تجاوبا مع نصائح لجهات عربية وعراقية تريد تأمين مشاركة أوسع للسنة في هذه الانتخابات... وذكرت المصادر أن الادارة الامريكية وضعت خمسة شروط في هذا الصدد يأتي في مقدمتها مشاركة السنة وموافقة السيستاني قبل الاعلان رسميا عن قرار تأجيل الانتخابات. وقالت مصادر أوروبية وثيقة الاطلاع ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش اتصلت مؤخرا بجهات عربية وعراقية عدة للنظر في الدعوات المطالبة بتأجيل الانتخابات العراقية. قرار... سري وكشفت المصادر أن الادارة الامريكية أبلغت قيادات عراقية بارزة وجهات عربية وأوروبية خلال هذه الاتصالات بأنها اتخذت قرارا سريا بتأجيل هذه الانتخابات. وأشارت المصادر الى ان الرئيس العراقي المعين غازي الياور ورئيس الوزراء العراقي المعين اياد علاوي يؤيدان «ضمنا» تأجيل الانتخابات الى موعد آخر «غير بعيد» لضمان مشاركة سنية اوسع فيها لكنهما يرفضان المطالبة علنا بتأجيل الانتخابات «بأوامر» من الادارة الامريكية. وحسب المصادر ذاتها فإنّ الادارة الامريكية تستعد للاعلان عن هذا القرار «رسميا» لكن بعد تحقق خمسة مطالب تراها الولاياتالمتحدة ضرورية لهذا الغرض. وأوضحت المصادر وفقا لما نقلته صحيفة «الوطن» السعودية أن الادارة الامريكية حدّدت خمسة شروط يأتي في مقدمتها اعلان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني وكذلك الاطراف الشيعية والكردية المؤيدة للانتخابات علنا الموافقة على تأجيلها واجرائها في موعد اخر. وتوقعت مصادر سياسية في بغداد أمس ان يعلن السيستاني عن مبادرة لتأجيل الانتخابات. أما الشرط الثاني فهو يتمثل في ان تعلن الهيئات والمرجعيات والقيادات العراقية السنية الدينية والسياسية المطالبة بتأجيل الانتخابات موافقتها الرسمية العلنية المسبقة على المشاركة في هذه الانتخابات في حال تم ارجاؤها... كما يجب ان تمتنع هذه القوى عن وضع شروط «تعجيزية» للانضمام الى العملية السياسية. وحسب المصادر ذاتها فإن الشرط الثالث الذي تطالب به الولاياتالمتحدة يقضي بأن تطالب الهيئات والقيادات السنية المقاومة العراقية بوقف القتال وأن تعمل على تحفيز العراقيين على المشاركة في هذه الانتخابات ويشمل الطلب الامريكي الرابع ان تتعهد هذه الاطراف والقوى السنية بقبول نتائج الانتخابات فيما يقضي الشرط الخامس بأن يتم تأجيل هذه الانتخابات لبضعة اسابيع فقط وليس لسنة او لستة اشهر كما طالبت قيادات سنية وشخصيات مقربة من المقاومة بذلك خلال محادثاتها مع علاوي. وذكرت المصادر أن ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش شددت على انه في حال الموافقة على هذه الشروط الخمسة فإنه سيتم اصدار قرار جديد عن مجلس الامن الدولي يحدد موعدا جديدا ونهائيا لاجراء هذه الانتخابات أما في حال رفض هذه الشروط فإن الولاياتالمتحدة ستصمّم على اجراء الانتخابات في موعدها المقرّر في موفى جانفي الجاري. لحظة... «تاريخية» وقد دعا الرئيس الامريكي أمس مجددا العراقيين الى المشاركة في هذه الانتخابات التي اعتبرها «لحظة تاريخية». وقال اشرف قاضي، مبعوث الاممالمتحدة امس في هذا الصدد انه يتعين المضي قدما في الانتخابات التي ستجري في موفى جانفي الجاري حتى اذا أدت «أعمال العنف» الى جعل اعداد كبيرة من السنة لا تشارك في هذه الانتخابات. واعتبر قاضي أن قلة المشاركة الجماهيرية في المناطق السنية لن تثير شكوكا بشأن شرعية الانتخابات... لكن السياسي العراقي عدنان الباجه جي رأى من جانبه امس ان اجراء الانتخابات بمقاطعة البعض لها يمكن ان يؤدّي الى التشكيك في شرعيتها وشرعية ما يتمخض عنها. ودعا الباجه جي، رئيس تجمع الديمقراطيين العراقيين المستقلين الى حوار معمق مع بعض الفئات التي تطالب بتأجيل الانتخابات التي كرّر الدعوة الى تأجيلها.