توقع وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أن تزيد حدة المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكي والجهات المتعاونة معها مع اقتراب موعد الانتخابات في العراق لعرقلة المسار السياسي الذي تقوده سلطات الاحتلال. وقال رامسفيلد ان «التحالف في العراق والمرشحين الى الجمعية الوطنية العراقية سيتعرضون لهجمات مكثفة» من قبل من وصفهم بالمتمرّدين في اشارة الى رجال المقاومة الذين يريدون تعطيل العملية الانتخابية في جانفي المقبل حسب رأيه. وأضاف رامسفيلد في لقاء أمام نادي الصحافة في واشنطن أن حكومة رئيس الوزراء العراقي المعيّن إياد علاوي لا تزال مصمّمة على اجراء الانتخابات في موعدها المحدّد. وتابع وزير الدفاع الأمريكي قوله ان المقاومين «سيحاولون قبل نهاية السنة منع الانتخابات أو تأجيلها على الأقل وخلال هذا الوقت سيصعّدون أعمال العنف» على حدّ تعبيره. وأوضح رامسفيلد «سيحاولون شنّ هجمات على دول التحالف ليروا ما إذا كان بإمكانهم إرغام بعض هذه الدول على الرحيل من العراق» معتبرا أن هناك عددا من الدول الأعضاء في التحالف تخضع لضغوطات كي تغادر العراق. ويشير رامسفيلد بشكل خاص الى اسبانيا التي سحبت قواتها بعد تفجيرات مدريد في 11 مارس الماضي وبعد سقوط حكومة خوزي ماريا أزنار المؤيدة بقوة للحرب على العراق. ويشير رامسفيلد كذلك الى ايطاليا وبولونيا اللتين تتلقيان تهديدات وتخضعان لضغوط لسحب قواتهما من العراق، حيث ينتشر نحو 3 آلاف جندي ايطالي بينما تشرف بولونيا على المنطقة الوسطى في العراق حيث ينتشر حوالي 2500 جندي ونحو 7 آلاف جندي من جنسيات مختلفة. وقال وزير الدفاع الأمريكي ان رجال المقاومة الذين وصفهم بالارهابيين يعلمون ذلك فهم ليسوا أغبياء ولهم أدمغة ويفكرون ويراقبون ويلاحظون وقد لاحظوا ما فعلت إسبانيا». وحسب رامسفيلد فإن المقاومين «سيبحثون عن أهداف سهلة وسيهاجمون العراقيين الذين سيشاركون في العملية الانتخابية وسيبذلون قصارى جهدهم لتعطيل هذه العملية». وكان خبراء ومحللون أمريكيون توقعوا أن تتكثف عمليات المقاومة مع اقتراب الانتخابات في العراق مستفيدين في ذلك من ثقل حصيلة الخسائر الأمريكية في العراق بعدالاعلان عن تجاوز عدد القتلى عتبة الألف قتيل بين جنود الاحتلال. وتوقع الخبراءأن تشمل العمليات قوات الاحتلال والاطراف المتعاونة معها والمشاركين في العملية السياسية التي تديرها سلطات الاحتلال رغم تنصيب الحكومة العراقية في جوان الماضي. وقد عقد ما يسمّى بالمجلس الوطني العراقي أولى اجتماعات قبل نحو أسبوعين لكنه كان هدفا للقصف من جانب المقاومين بشكل يؤكد رفض المقاومة الانخراط في عملية سياسية قبل طرد قوات الاحتلال.