اعتبر الكاتب البريطاني باتريك كوكبرون، إن السبب الذي ذهب إليه الأمريكيون وحلفاؤهم إلى أفغانستان كان أسامة بن لادن، وقد انتهى هذا السبب بمقتله، ورغم ذلك فإن واشنطن لا تستطيع الآن تنفيذ الانسحاب من هناك، بسبب قوة «طالبان» وضعف حكومة حامد قرضاي. وتساءل الكاتب في بداية مقاله بصحيفة «الإندبندنت» عما إذا كان مقتل بن لادن يفتح الباب أمام الولاياتالمتحدة وبريطانيا للهروب من المصيدة التي سقطوا فيها في أفغانستان. ويرى الكاتب أنه للوهلة الأولى يبدو أنه ما يفترض أنه إضعاف لتنظيم القاعدة يقوي موقف الانسحاب الأمريكي والبريطاني، فعندما أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنشر 30 ألف جندي إضافي في أفغانستان عام 2009، وأعلن أن الهدف هو حرمان القاعدة من الملاذ الآمن وحرمان «طالبان» من القدرة على الإطاحة بالحكومة الأفغانية. لكن بدا أن مبرر تمركز 100 ألف من القوات الأمريكية في أفغانستان وإنفاق واشنطن حوالي 113 مليار دولار سنوياً ضعيف، فبحسب التقديرات الخاصة للجيش الأمريكي، يوجد 100 عضو من القاعدة في أفغانستان مقارنة بحوالي 25 ألفاً من «طالبان». والمشكلة بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا هو كيفية تفريغ هذا التفسير المريح، لكنه مضلل إلى حد كبير، والذي كان ضرورياً لسلامة بلدانهم لخوض الحرب في أفغانستان، وقد تطلب هذا التظاهر بأن القاعدة في هذا البلد كانت قوية، وأن الانتشار الواسع للجيشين الأمريكي والبريطاني ضروري للدفاع عن واشنطن ولندن. وبمقتل بن لادن، يتراجع هذا التصور المبالغ فيه «للقاعدة» كتهديد، وسيسأل الأمريكيون والبريطانيون عن أسباب البقاء في أفغانستان، واستمرار قتل الجنود هناك، ورغم ذلك لن تتراجع أمريكا وبريطانيا عن البقاء فى أفغانستان، فهذا ليس قرار أوباما وحده، ففي حالة خروج القوات الأمريكية من أفغانستان، لن تصمد حكومة حامد كرزاي أمام مقاتلي طالبان لفترة طويلة، حيث لا يزال الجيش الأفغاني الذي ساعدت الدول الغربية فى تشكيله وتدريبه وتسليحه ليس قادراً على القيام بأبسط المهام العسكرية، كما أن حكومة قرضاي لا تملك قاعدة شعبية، وتضم مجموعة من الفاسدين المتورطين في أعمال نهب وفساد.