نجا 20 صيادا من الموت حرقا أو غرقا فيما غرق مركبهم بعد ان اندلعت فيه النار فجر أمس قرب سواحل قليبية حسب ما علمناه من مصادر مطّلعة. ووفق ما أكّده صاحب المركب المقدرة قيمته بحوالي 500 ألف دينار فإن جميع راكبيه (20 صيادا) خرجوا سالمين بفضل تدخل عدد من زملائهم (صيادون) فيما استحال انقاذ المركب البالغ طوله 22 مترا ونصف المتر في ظل غياب أي محاولة لذلك على حد تعبير صاحبه زياد التكاري. وأوضح لنا زياد أنه تلقى مكالمة هاتفية بعيد منتصف الليلة الفاصلة بين الاحد والاثنين تعلمه بأن النار اندلعت في المركب الذي خرج لصيد السمك وأن راكبيه فشلوا في اطفائها عبر الوسائل المتاحة لهم وأنهم أصبحوا مهددين بين الموت حرقا أو غرقا. وأضاف أن المكالمة حددت موقع المركب (ميل بحري ونصف تقريبا في سواحل قليبية) فشرع في الاتصال هاتفيا بالحماية المدنية والحرس البحري في قليبية لكنه لم يتلق أي ردّ رغم تكرر محاولاته. «أنقذهم زملاؤهم» قرر (حسب روايته) التحول الى مقر الحرس البحري فأمضى وقتا طويلا نسبيا في طرق بابه حتى تم فتحه حوالي الواحدة و20 دقيقة. وبعد 20 دقيقة أخرى أبحر مركب صغير تابع للحرب البحري لكن غياب وسائل الاتصال وتحديد الأماكن لديه جعله يفشل في تحديد مكان الواقع. وأكّد زياد ان خشيته على المركب وراكبيه ظلت تتضاعف بمرور الدقائق حتى تلقى خبرا عن نجاة كل الراكبين. واتضح له ان عددا من صيادي السمك في مراكب أخرى لاحظوا الحريق فتوقفوا عن الصيد وهبوا اليه ونجحوا في انقاذ زملائهم العشرين فيما استحال انقاذ المركب المحترق فانتهى الأمر بغرقه. ولم تتأكّد لدينا أسباب الحريق ولكن صاحب المركب المنكوب نحا باللائمة على الحماية المدنية في عدم الرد على اتصالاته الهاتفية المتكررة وعلى الحرس البحري بقليبية في عدم القيام بالمجهود اللازم لانقاذ المركب بما حمل. «خاطرنا بحياتنا» فشلت كل محاولاتنا في الاتصال بالحماية المدنية لمعرفة مدى صحة هذه الرواية. ولكننا نجحنا بالمقابل في الاتصال بأحد أعوان الحرس البحري (وهو العون كمال الشيخ) بعد ان تأكّدنا من مشاركته في عملية البحث سابقة الذكر. وقد كذب كمال رواية زياد سابقة الذكر في جوانب مهمة منها، وأكّد لنا أنه كان في فراشه داخل منزله لما اتصل به مركز الحرس البحري وأبلغه بالواقعة فأسرع الى الميناء واستقل مركبا مع أحد زملائه خلال 5 دقائق وراحا يبحثان عن هدفهما كمن يبحث عن ابرة في كومة من القش نظرا لغياب أي وسيلة اتصال أو تحديد المواقع في المركب. وأوضح أن لمركز الحرس البحري مركبا يتوفر على التجهيزات اللازمة لكنه معطب منذ أشهر ولم تنته الى اليوم عمليات اصلاحه كما لم يتم تعويضه احتياطيا. وأضاف أن مركبا آخر سبقهما في نجدة الصيادين فتم تجميعهم في عرض البحر خلال مركب صيد خاص (مدني) كان مركز الحرس البحري بقليبية قد سخره للغرض ثم تم ايصالهم الى الميناء في حالة صحية جيدة. وأكّد كمال أنه تم اعلام جيش البحر (البحرية الوطنية بقليبية) بالتوازي مع انطلاق عملية البحث وكذلك أعوان الحرس البحري بسيدي داود الذين استجابوا للنداء وشاركوا في عملية الانقاذ. «لقد استجبت للواجب وكنت حاضرا في الميناء بعد 5 دقائق فقط من الاتصال بي ثم كنت في البحر أصارع أمواجه العاتية مضحيا بحياتي في زورق صغير الحجم حتى أقوم بواجبي... لم أطلب الشكر ولكنني كنت أنتظر أن يتم النظر الى تصرفنا الوطني بموضوعية دون اتهامنا باطلا» هكذا علق كمال في تأثر واضح.