دمشق بروكسيلواشنطن (وكالات): دعا نشطاء سوريون الى التظاهر اليوم في ما أسموها «جمعة حرائر سوريا» في وقت هدّدت فيه واشنطن بتصعيد لهجتها إزاء نظام الأسد الذي توعدت أوروبا بتشديد العقوبات عليه زاعمة أنه «فقد شرعيته». ويعتزم عدد من النشطاء السوريين أن تكون ما أسموها «جمعة حرائر سوريا» تضامنا مع نساء يقلن أنهن تعرضن للاعتقال والاهانة على أيدي قوات الأمن. وتأتي «جمعة حرائر سوريا» في خضم سلسلة المظاهرات التي خرجت منذ أسابيع باسم «جمعة التحدّي» و«جمعة الغضب» و«جمعة الاصرار» و«الجمعة العظيمة». وتضامنا مع حمص ودرعا وبانياس المحاصرة أيضا تظاهر مساء أول أمس داخل المدينة الجامعية في «حلب» ثاني كبريات مدن سوريا نحو ألفي طالب فرّقهم الأمن بالهراوات مستعينا بطلاب موالين لنظام الرئيس بشار الأسد، وفق ما أعلنه ناشط حقوقي لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال شاهد عيان إنّ الطريق الرابطة بين وسط حلب والجامعة الواقعة في غرب المدينة قد أغلق.. وتعتبر هذه المظاهرة من أبرز المؤشرات على انتقال الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام الحكم الى حلب وفق الوكالة. وقد شهدت مدن وبلدات عدّة تجمّعات ليلية أمس تضامنا مع مناطق يحاصرها الجيش والأمن. وأظهرت تسجيلات على مواقع «شام» و«فلاش» و«الثورة السورية» على «الفايس بوك» تجمّعات ليلية بمدينة تليسة قرب حمص وفي برزة البلد وداريا في ريف دمشق وفي حي الصليبة باللاذقية شمالا. ميدانيا نقلت منظمة حقوقية عن مصادر طبية قولها إن تسعة أشخاص قتلوا جراء القصف واطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن جنوب غربي سوريا أول أمس. وقالت منظمة «آفار» الحقوقية إن العشرات أصيبوا في حمص فيما تمّ منع سيارات الاسعاف من دخول شوارع حي باب عمرو بالمحافظة. من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات الأمن السورية داهمت قرى بالقرب من مدينة «بانياس» الساحلية (غربا) واعتقلت العشرات. توقعات... وتهديدات من جهة أخرى أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أمس أنها لا تستبعد توسيع نطاق العقوبات على سوريا لتشمل الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت أشتون في مقابلة مع الاذاعة النمساوية الرسمية إن الرئيس الأسد ليس على اللائحة، لكن ذلك لا يعني أن وزراء الخارجية لن يعودوا إلى بحث هذا الموضوع. وفي الوقت نفسه قالت واشنطن إنها تريد أن تزيد من حدّة لهجتها حيال سوريا، لكنها ليست مستعدة حتى الآن للمطالبة بتغيير النظام إدراكا منها لخطورة مثل هذا التصريح. وكانت الخارجية الأمريكية قد كرّرت أول أمس إدانتها للقمع الدموي للاحتجاجات الشعبية في سوريا مع أنّ أعضاء نافذون في الكونغرس الأمريكي اقترحوا أول أمس قرارا ينص على أن الأسد فقد شرعيته بارتكابه أعمال عنف ضدّ شعبه على حدّ تعبيرهم. وفي ما يتعلق بالمطالبة برحيل الرئيس السوري قال ديبلوماسي أمريكي «لم نصل الى هذه المرحلة بعد... إنه قرار خطير والأمر لا يقوم فقط على التفوّه بالكلمات بل تحمّل عواقبها». وأضاف «نريد أن يندرج موقفنا ضمن الأسرة الدولية لأننا لا نريد أن نكون الوحيدين الذين يدلون بتصريحات مماثلة. واعتبرت المحلّلة منى يعقوبيان على موقع مجلس العلاقات الخارجية أن الادارة الأمريكية «تتفهم» تعقيدات الوضع في سوريا كما استبعدت يعقوبيان تكرار السيناريو الليبي في سوريا.