يتوقع أن يدعو الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الذي يلقيه من مبنى وزارة الخارجية الأمريكية غدا (الخميس) الى انسحاب اسرائيل الى خط الرابع من جوان 1967 مع اجراء تعديلات حدودية سيتم الاتفاق عليها مع الجانب الفلسطيني. كما سيؤكد في الوقت نفسه رفضه لفكرة الاعلان عن دولة فلسطينية مستقلة بشكل احادي الجانب. فيما أبدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استعداد السلطة الفلسطينية للتفاوض بشأن كافة القضايا الجوهرية في الصراع مع اسرائيل وعلى رأسها التوصل الى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194 الذي اتخذته الجمعية العامة الذي صدر في عام 1949. وزعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية استنادا الى ما قالت انه مسودات لخطاب أوباما حصلت عليها بعد عودة مستشار الامن القومي الاسرائيلي يعقوب عامي درور وسلفه عوزي آراد من واشنطن حيث اجريا مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين الامريكيين، ان أوباما سيدعو اسرائيل والفلسطينيين الى العودة الى طاولة المفاوضات، وسيؤكد ضرورة وقف البناء في المستوطنات. كما يتوقع ان يتطرق أوباما الى قضية القدس حيث يوضح انه يعتبر المدينة عاصمة للدولتين (اسرائيل وفلسطين) اللتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام. غير أن أوباما سيشدد في الوقت نفسه على ضرورة اقرار الجانب الفلسطيني بشروط اللجنة الرباعية الدولية وهي الاعتراف بدولة اسرائيل ونبذ الارهاب والامتناع عن اجراءات احادية الجانب. ماراطون أوباما كما سيعقب خطاب يوم غد الخميس خطاب آخر سيلقيه أوباما يوم الأحد المقبل أمام المؤتمر السنوي لمنظمة «ايباك»، التي تمثل اللوبي اليهودي الاسرائيلي، فيما سيلتقي يوم الجمعة مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي سيلقي هو الآخر خطابا أمام مؤتمر «ايباك» في حفل العشاء الذي سيقام يوم الاثنين المقبل. وكشفت صحيفة «معاريف» أمس عما وصفته بعرض فلسطيني جديد لم يتم طرحه بشكل رسمي بعد ويرمي الى استئناف المفاوضات مع اسرائيل بشروط معينة. وحسب العرض، فإنه اذا وافقت اسرائيل على تجميد البناء في المستوطنات لمدة 3 اشهر وخوض المفاوضات على اساس حدود عام 1967 سيوافق الفلسطينيون على ارجاء توجههم الى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بثلاثة اشهر آملا في خوض مفاوضات جدية بين الجانبين خلال هذه الفترة. عباس... والسلام غير أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أوضح في مقال نشره يوم الثلاثاء في صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان (الدولة الفلسطينية طويلة الأجل) انه يتعين على الدول الأعضاء بالاممالمتحدة ان تساند خطوة اعلان دولة فلسطينية مستقلة في الجمعية العامة في شهر سبتمبر المقبل، وان خطوة من هذا القبيل سوف تسمح للفلسطينيين بمتابعة مطالبهم ضد اسرائيل. وقال «ان المفاوضات ما زالت الخيار الأول لدى الفلسطينيين ولكننا مضطرون لمطالبة المجتمع الدولي بمساعدتنا في الحفاظ على فرصة لتحقيق تسوية سلمية تنهي الصراع». وقال «على الرغم من المحاولات الاسرائيلية لحرماننا عضوية في الأممالمتحدة فقد استوفينا كل الشروط المطلوبة لاقامة دولة مستقلة وفق معاهدة مونتيفيديو عام 1933 التي تحدد حقوق الدول وواجباتها» وقال «ان الوحدة الوطنية الفلسطينية خطوة أساسية وليس مجرد اختيار بين وحدة فلسطينية أو سلام مع اسرائيل بل هو اقامة دولتين وتسوية وضع المستوطنات..»، مؤكدا ان الاعتراف بدولة فلسطينية سوف يمهد الطريق الى تدويل الصراع بوصفه قضية قانونية وليست فقط سياسية وسوف تمهد ايضا الطريق امامنا الى متابعة المطالب ضد اسرائيل في الاممالمتحدة وهيئات معاهدات حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية. وقال «ان الفلسطينيين يذهبون الى الأممالمتحدة لضمان حق العيش في حرية في نسبة ال 22 في المئة المتبقية من وطننا التاريخى.. لاننا نتفاوض مع دولة اسرائيل على مدى 20 عاما بدون أي قرب من تحقيق دولة خاصة بنا». وقال عباس في مقاله «ليس بوسعنا الانتظار بصفة محددة، في وقت تواصل فيه اسرائيل ارسال مزيد من المستوطنين الى الضفة الغربيةالمحتلة، وترفض وصول فلسطينيين الى معظم اراضينا واماكننا المقدسة وخاصة في القدس». وأضاف ان الضغط السياسي من الولاياتالمتحدة او التعهدات بمكافآت لم يوقف في كل الاحوال برنامج الاستيطان الاسرائيلي . وقال عباس ان «لشعبنا الفلسطيني الحق في تقرير مصيره الذي اعترفت به الأممالمتحدة مرارا وتكرارا ومحكمة العدل الدولية في عام 2004 بالاضافة الى حقنا المسلم به في أراضينا في حدود عام 1967 رغم الاحتلال الاسرائيلي الواقع عليها». وأشار الى أن السلطة الفلسطينية نجحت في تأسيس عدد من السفارات في أنحاء العالم وترقية الممثليات الفلسطينية الى بعثات دبلوماسية في أكثر من 100 دولة.