عبرت صباح أمس سيارة عقيد من الجيش الليبي كان أعلن انشقاقه عن نظام القذافي للحدود التونسية على مستوى بوّابة العبور وازن ذهيبة قادمة من طرابلس بعد قطع أكثر من 800 كلم مرورا بمدينة الزنتان ووازن قبل الوصول الى ذهيبة حيث أعلن رفضه لما يتعرّض له الشعب الليبي من قمع وحشيّ على أيدي الكتائب ونظام القذافي. العقيد المنشقّ صرّح ل «الشروق» أن الاوضاع في طرابلس أصبحت خطيرة بحيث تهدّد حياة أكثر من مليوني ليبي يعيشون في العاصمة ويحتجزهم القذافي مستعملا إياهم كدروع بشرية. وذكر ذات المصدر ل «الشروق» أن العقيد يتنقل يوميا بين منازل المواطنين مستعملا في كل مرّة منزلا جديدا للتمويه على قوّات التحالف والتخفّي من قصف الأطلسي لباب العزيزية، الشأن ذاته بالنسبة الى أبنائه وابنته عائشة الذين يغيّرون من أماكن مبيتهم كل ليلة ممّا يؤكّد وجودهم جميعا في طرابلس. ويبقى الوضع مترديا جدا في طرابلس بسبب نقص المواد التموينية والادوية وقد يتسبّب عدم توفّر البنزين في انتفاضة شعبية قد تسقط نظام القذافي فقد وافانا العقيد المنشق بمعلومات تتعلق بسقوط ما بين 4 و7 قتلى يوميا بسبب الازدحام والاكتظاظ الذي تشهده محطّات البنزين يوميا ممّا أدّى الى توتّرات وتشنّج يتطوّر في الكثير من الاحيان الى تقاتل بالأسلحة النارية ويعتقد محدّثي أن البنزين سيكون السبب الرئيسي في قيام انتفاضة شعبية ستأتي على الأخضر واليابس بطرابلس العاصمة. وذكر العقيد ل «الشروق» أن مُدنا عديدة عُرفت بولائها للعقيد معمّر القذافي بدأت تنشقّ وتلتحق بالمجلس الوطني الانتقالي والحال ذاته ينسحب على العديد من كوادر الجيش واللجان الشعبية. المئات من العالقين بسبب جواز السفر الى ذلك شدّدت السلطات التونسية من اجراءات الدخول على الليبيين من غير الحاملين لجوازات سفر ممّا أدّى الى حدوث اكتظاظ كبير في الضفة الأخرى للبوّابة حيث يبحث الكثير من الوافدين عن حلول للعبور الى تونس من بينهم أطفال ونساء وشيوخ وذكر مصدر رسمي ل «الشروق» أن هذا الاجراء اتخذته السلطات التونسية على خلفية ما تمّ كشفه من طرف المصالح الأمنية التونسية من أسلحة ومتفجّرات وذخيرة حيّة أدخلها بعض الليبيين الى تونس مستغلين في ذلك التعاطف الكبير الذي رافق عملية دخول الليبيين الى تونس طيلة ثلاثة أشهر. هذا الموقف الانساني الكبير الذي يُحسب للشعب التونسي سوف يتواصل العمل به مع الحالات الخاصة مع إلزامية الاستظهار بجواز سفر بالنسبة الى الحالات العادية. والحقيقة أن المشاهد التي تابعتها «الشروق» طيلة اليومين الأخيرين لا وصف لها سوى بكلمة مؤلمة خاصة بالنسبة الى تلك المرأة المغربية الجنسية المتزوّجة من مواطن سوداني كان قد اختفى في ليبيا وترك لها ثلاثة أطفال علقت بهم في بوّابة العبور وازن ذهيبة بعد أن رفضت السلطات التونسية دخولهم الى تونس بسبب انتهاء صلوحية جوازات سفر أبنائها والدعوة ملحّة الى العاملين بالسفارة السودانية بتونس للتدخل لانقاذ هذه العائلة التي فات على وجودها هنا أكثر من ثلاثة أيام بلياليها الطويلة. ميدانيا يواصل الجيش التونسي حملاته التفتيشية لكل العابرين مخضعا سياراتهم الى تفتيش دقيق بواسطة الكلاب المدرّبة على كشف الاسلحة والمتفجّرات خشية أن تتسلّل عناصر مسلحة الى التراب التونسي.