إذا نظر الإنسان في ما صار إليه المسلمون في هذا العصر من تفرقة وشحناء واستهتار بشخصيتهم ورسالتهم الكريمة التي خلقوا لها والتي بوأتهم مقام الأستاذية على العالم حينا من الدهر، فكانت لها الوصاية الجامعة على البشرية القاصرة، وكان المسلم هو الشهيد على الإنسانية جمعاء، يقف متسائلا:« لماذا بعدنا عن رسالتنا تلك، وهل اغتصبت منا، أم نحن الذين تنكرنا لها». الحق أننا الذين تنكرنا لها، فتنكر لنا، جزاء وفاق {إن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، ولما غيرنا تعاليمنا الأصلية بما دخل عليها، ذهبت ريحنا وطرأ علينا الضعف فانتفض علينا الأعداء الموتورون من الإسلام وتحينوا لنا الفرص، بل حاولوا إغراءنا بكل الوسائل لكي يجدوا الطريق الذي ينفذون منه إلى قلوبنا فيزلزلوا ما فيها من بقية الإيمان وأرسلوا لنا باسم العلم والثقافة جحافلهم، فقوضوا تعاليمنا الإسلامية التي هي عصمة أمرنا، والتي هي دعامة شخصيتنا إلى أن صبغوها بتلك الصبغة وقبلناها راضين، فأصبحنا لا نفرق بين الغث والسمين، وبذلك صرنا جاحدين لتعاليمنا، نحسبها رجعية لاصلاح فيها وتنكرنا للانحناء الإسلامي رغم أننا نرى أن أعداء على وفاق في جبهة عدائهم لنا، وأنهم على تناصر جنسيتهم، واتحدوا في جميع المواقف، موقفهم منا في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية. هذا ماكان من حثالة البشرية وأهل الالحاد، عندما عملوا بالإخاء والحب والاتخاد وما كان منا نحن أهل الإسلام أهل التوحيد الذين تناديهم دعوتهم بالإخاء والاتحاد بل جعلت ذلك من الدعائم التي يقوم عليها المجتمع الإنساني. فيا أخا الإسلام هل عرفت ما نحن عليه، وما عليه أهل الاتحاد، وكيف انعكس الحال وصار الوضع مقلوبا، إن سبب ذلك تنكرنا لمبادئنا وتعاليمنا التي تغيرنا لها تبدل حالنا، وهو الجزاء الذي أنذرنا به القرآن الكريم فقال: { إن اللّه لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.