أبو الفضل محمد بن هندة قال تعالى في كتابه العزيز : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. صدق الله العظيم. نعم، نعم، نعم للتغيير السلمي الجذري والمدروس والجاد الذي يؤدي إلى تغيير الفساد والأوضاع الفاسدة وإصلاح المجتمع، وتطوير هياكل الدولة ومؤسساتها في إطار المبادئ الإسلامية والثوابت الوطنية، بعيدا عن المطامع والأغراض الشخصية والحزبية والتدخلات الأجنبية وإملاءات الهيمنة الاستعمارية. فالتغيير الهادف والمدروس، على مستوى الأشخاص المسؤولين وعلى محتوى البرامج والسياسات، أمر ضروري وجوهري وإيجابي يجنب البلاد القلاقل والفتن والركود والمهالك. فالمصلحون لا يخشون التغيير. فالتغيير يقوم به المصلحون استجابة لأوامر الله وتلبية لمطامح الشعوب في الحرية والعزة والكرامة. أما المفسدون فلا يستطيعون التغيير والإصلاح. فليس من المعقول أن نطالب المفسد بالتغيير والإصلاح، إذ أن ذلك يتعارض مع المنطق السليم ، ومع سنن الله في التغيير. فلماذا يرفض المتسلطون على رقاب الشعوب التغيير؟ سؤال محير، لا جواب له إلا استمرار التسلط والفساد لا، لا، لا للفوضى والإرتجالية. فالتغيير المدروس والنابع من رؤى واضحة هو منهج إصلاح يمكن التحكم فيه وتسخيره لفائدة الدولة والمجتمع. ولهذا يحب أن نرحب به ونشجعه ونتجاوب معه. قال تعالى في كتابه العزيز : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. صدق الله العظيم. أما الركود والكبت والتهميش والاستخفاف بالشعوب ، وتجاهل المطالب المشروعة التي ينادي بها المصلحون والعقلاء فسيؤدي، لا محالة آجلا أم عاجلا، إلى الانفجار والطوفان والفتنة والفوضى العارمة التي لا يمكن التحكم فيها، فتزهق الأرواح وتسيل الدماء وتنتهك الأعراض وتستباح الأوطان. فهل من معتبر؟ إن الشعوب العربية، من مشرقها إلى مغربها، قد استيقضت من سباتها العميق وسئمت من تسلط الأنظمة المحمية، ونفد صبرها، من التسلط على رقابها. فلم يعد أمامها أي خيارإلا المطالبة بالتغير والثورة على الواقع الحقير ، واقع الذل والتخلف والتبعية والهيمنة الأستعمارية. إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن ستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ... ولا بد للقيد أن ينكسر إرادة الشعوب من إرادة الواحد القهار، إرادة الشعوب تقوى على الحديد والنار