تونس (الشروق) تغطية عبد الرؤوف بالي: تميّزت جلسة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي أمس بتعليق حركة «النهضة» لمشاركتها بعد نقاش طويل حول مسألة تأجيل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، فيما أجمع كثيرون على أن موعد الانتخابات هو من اختصاص الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لأنها الجهة المكلفة بوضع الرزنامة الانتخابية، فيما أكد رئيس الهيئة أن الموعد هو مسألة تتجاوز الهيئة التي يرأسها وتظل رهينة الوفاق بين هيئة الانتخابات والحكومة والأطراف السياسية. وفي بداية الجلسة أكد السيد عياض بن عاشور أن مسألة تحديد موعد الانتخابات هي من اختصاص الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتحدّد بالتشاور مع الحكومة المؤقتة والأطراف السياسية وانها تتجاوز اطار الهيئة التي يرأسها. وفي الوقت الذي كان الأعضاء يتصورون أنه سيتم مناقشة مشروع مرسوم الدوائر الانتخابية أثيرت مسألة موعد الانتخابات وتوالت المداخلات بين أعضاء الهيئة، وفي هذا الصدد قال السيد نسيم الكافي إن التوافق لا يعني أن كل طرف يتمسك بالموعد الذي يناسبه، فيما اعتبر الأستاذ عبد الستار بن موسى أن الهيئة خسرت وقتا كثيرا لأن عملها ليس منظما وانه لو كان هناك لجان لأمكنها اختصار الوقت مطالبا في الوقت ذاته بوضع نظام داخلي لهيئة تحقيق أهداف الثورة. وأضاف الأستاذ بن موسى أن أعضاء الهيئة معطلون عن العمل لأنهم حسب قوله لا يعطون رأيهم في المراسيم المهمة. ومن جهته اعتبر السيد بيرم بالعيفة أن أعضاء الهيئة دخلوا في منطق خطير وهو ضرب الشرعيات وأن الأخطر في الأمر هو ضرب شرعية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات معتبرا أن ذلك يعبّر عن عدم المسؤولية تجاه المسار الديمقراطي وأن الانقلاب على الهيئة هو انقلاب على ما انتخبته. وأشار العيفة الى أن الحكومة ليس لها الحق في التدخل وإعطاء مبادرة حول الانتخابات وأن الجهة الوحيدة المخولة بذلك هي هيئة الانتخابات. وهنا تدخل السيد بن عاشور ليؤكد أن أعضاء الهيئة بصدد تكرار المواقف التي أعلنت الأسبوع الماضي وأنه يجب أن لا تتواصل هذه المسألة. وتوالت المداخلات فطالب سالم المومني بإصدار بيان لدعم موقف هيئة الانتخابات، فيما رأى أنور القوصري أن الهيئة مطالبة بإصدار عريضة لدعم استقلالية هيئة كمال الجندوبي، بينما اعتبرت الأستاذة سعيدة لقراش أن أعضاء الهيئة دخلوا في مسار لتهرئة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وانها الجهة الوحيدة المهيأة لاتخاذ القرار حول موعد الانتخابات ونفس الموقف بالنسبة الى السيد سامي بن ساسي والسيد منصف اليعقوبي والسيد رضا بوزريبة الذي اعتبر أنه ليس هناك موعد مقدس وانه يمكن الاتفاق على موعد آخر وهو ما طالب به السيد الهادي الكحولي. ومن جانبها اعتبرت السيدة كريمة الدرويش أن هناك أزمة ثقة داخل الهيئة وأن هناك أطرافا تتخذ مع بقية الأطراف قرارا وتنقلب عليه في تصريحاتها الاعلامية وتقول ان الهيئة التي هم أعضاء بها غير شرعية. وفي ختام المداخلات حول هذا الموضوع اعتبر الأستاذ ابراهيم بودربالة أن أكبر خطر على الهيئة هو التردد في اتخاذ المواقف داعيا كل الأطراف الى الحرص على تثبيت المواعيد القادمة لعدم تكريس روح الخوف واليأس لدى الشعب. ومن جانبه اعتبر السيد عياض بن عاشور أن التوافق يتجاوز الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة ويجب أن يكون بين جميع الأحزاب والهيئة العليا للانتخابات للوصول الى حل توافقي لمصلحة البلاد وأن ذلك أمر لا خلاف حوله. وبعد ذلك مرّ أعضاء الهيئة الى مناقشة مشروع مرسوم الدوائر الانتخابية وخرج الأعضاء الممثلين لحركة «النهضة» ليعلنوا تعليقهم لمشاركتهم في الهيئة وقد اتفق الباقون على الدوائر المحلية وسيواصلون اليوم النقاش حول الدوائر الخارجية.