احتجاجات وتنديد باسناد جائزة أبو القاسم الشابي للأديب السعودي يوسف المحيميدي بعد ان تم سحبها من الأديب التونسي مصطفى الكيلاني... وقد اعتبر بعض المثقفين أن هناك محاباة ومحسوبية في هذه المسابقة حتى أن البعض الآخر رأى ان اللوبي الثقافي من أزام النظام السابق لا يزال جاثما على الساحة. هذا أبرز ما جاء في الندوة الصحفية التي عقدت صباح أمس بالنادي الثقافي بالوردية... وقد استهل الأديب عبد الواحد براهم الحديث بأنه يعرف الأديب مصطفى الكيلاني جيدا بحكم العلاقة البين ثقافية والتي تربطهما وأشار الى أنه بالفعل كان يستحق جائزة «أبو القاسم الشابي» عن رواية «فج الريح» لكنه استغرب لما علم بأن الجائزة سحبت منه لغايات أخرى كشف عنها المعني بالأمر «مصطفى الكيلاني» الذي أفاد بأن المظلمة التي تعرض اليها لا تحسب عليه بل المظلمة طالت المثقف التونسي بشكل عام وأبرز في مداخلته أن هناك أياد خفية تتلاعب بمنح الجوائز فبعد أن علم من بعض المقربين منه بأنه نال الجائزة الأولى وردت عليه معلومة تفيد بأنها سحبت... وبشيء من المرارة والكثير من حرية التعبير أشار مصطفى الكيلاني الى أنه على معرفة جيدة بأن هناك محسوبية في اشارة الى وزير الثقافة السابق أحمد خالد الذي يكن له الكراهية والعداء بحكم علاقته الوطيدة بالكاتب حسن جغام الذي أصدر كتابا بعنوان «مذكرفات» والتي فضح فيها عديد وزراء الشأن الثقافي سابقا... وبين أن علاقته الحميمية مع صاحب الكتاب جعلت من أحمد خالد يكن الحقد والكراهية له وهو ما من شأنه سحب الجائزة وفي نفس السياق حمل مصطفى الكيلاني المسؤولية الأولى والمباشرة لعز الدين المدني أحد أعضاء اللجنة العليا لاسناد الجوائز واتهمه بالتلاعب ومحاباة الكاتب السعودي لكن وفي المقابل أظهر مصطفى الكيلاني الارتياح لما ورد في جريدة الحياة السعودية والتي قامت بعمل صحفي بكامل الحرفية حيث لاح له مساندة صاحب المقال له كما الشأن للمثقفين السعوديين الذين ناصروه ولم ينحازوا الى الحدود الجغراسياسية باعتبار صاحب الجائزة هو سعودي... التنديد لم يكن حكرا على المتضرر مصطفى بل شمل عديد ممثلي الهياكل الثقافية في الساحة التونسية ليتدخل الأستاذ لسعد بن حسين الكاتب العام لنقابة الكتاب التونسيين وبأسلوب ساخر أوضح أن الثورة قامت بالبيت الشعري الشهير: «اذا الشعب يوما أراد الحياة...» والتي كانت سببا في طرد بن علي وهروبه الى السعودية شأنه شأن الجائزة التي تم تهريبها لكاتب سعودي ليواصل حديثه بأن الجائزة الممنوحة هي مغشوشة. باعتبار تدخل أكثر من طرف لسحبها من مصطفى الكيلاني... لسعد بن حسين لم يستغرب ما أقدم عليه «أحمد خالد» الذي كان وزيرا للثقافة في العهد السابق وسلم لنفسه صكا بمبلغ ثلاثة آلاف دينار كأحد الكتاب... ودائما وضمن سياق الاستغراب والتنديد ومساندة الكاتب مصطفى الكيلاني فقد عبر محمد الهادي الجزيري أحد أعضاء الكتاب التونسيين الذي دعا الى مساندة الكاتب التونسي وتفعيل الحراك الثقافي وترك منح الجوائز الأدبية لهياكل ثقافية واكتفاء المؤسسات بالدعم المادي. ممثلة رابطة الكتاب الأحرار رشيدة الشارني أشارت بأن هناك فسادا داخل الحقل الثقافي والذي لا يزال جاثما وطالبت بفتح تحقيق حول اسناد الجوائز الأدبية التي سلمت إبان العهد السابق وبينت أن المحاباة كانت سيدة الموقف بدوره تحدث السيد محمد الباطني أحد أعضاء اللجنة العليا لمنح جائزة «أبو القاسم الشابي» بأنه أثناء عملية الانتقاء تم الاتفاق صحبة خمسة أعضاء حول منح الجائزة لمصطفى الكيلاني ولم يتم الاعتراض وقد تم تحرير محضر جلسة لكن تم تجاهل هذا المحضر ليستغرب ما صدر لاحقا حيث تم منح الجائزة للكاتب السعودي يوسف المحيميدي... وبشيء من الديبلوماسية أشار الى أنه يحترم السيد عز الدين المدني كرجل مثقف وصاحب خبرة في هذا الميدان وفي ختام الجلسة تحدث السيد يوسف عبد العاطي أحد أعضاء النادي الثقافي: «أبو القاسم الشابي» عن الوضع الثقافي الذي شهد المحاباة في العهد السابق وطالب بالحياد واعطاء كل ذي حق حقه حتى تكون الثقافة مشعة في وطننا العزيز.