أشرف الأستاذ أحمد بن صالح على اجتماع شعبي ظهر أمس الأول 3 جوان، بدار الثقافة عمار فرحات بباجة، حضره عدد هام من الشباب وممثلي الأحزاب السياسية بالجهة. وقد ذكّر الأمين العام لحركة الوحدة الشعبية في كلمة ألقاها بالمناسبة، على دور جهة باجة وولايات الشمال الغربي عموما في مسيرة التحرر الوطني، وما أنجبته من رجالات عرفوا بمعارضتهم لنظامي بورقيبة وبن علي ، وما أظهره شباب المنطقة من نضالية عالية ووعي خلال ثورة 17 ديسمبر، محمّلا الحكومة المؤقتة، من خلال استفرادها بالرأي وإقصائها للقوى السياسية الفاعلة، مسؤولية بروز بوادر الانتكاسة ، ومحاولات الالتفاف على الثورة. وقد أكد كذلك على مبادئ حركة الوحدة الشعبية المنتصرة لقيم الأصالة والعدالة والتقدم، من أجل إرساء مجتمع عادل تتكرس فيه سيادة الشعب، واستقلالية القرار الوطني، وتتبلور فيه أسس اقتصاد تضامني يجمع بين القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع التشاركي، يكون خير سند للتنمية البشرية آخذا بعين الاعتبار مقومات التنمية المستدامة. هذا وقد نبّه الأستاذ أحمد بن صالح من محاولات البعض لتأسيس فرز سياسي جديد يخلق « موالاة جديدة» و«معارضة راديكالية» مقصاة من التشاور ومن المشهد السمعي البصري، رغم ما تتميز به من وضوح في الرؤى وموضوعية في المواقف ومن عمق تاريخي ونضالي وإيديولوجي. ويرى الأمين العام لحركة الوحدة الشعبية أنه للخروج من حالة «الوفاق المغشوش» الذي يعرفه المشهد السياسي الحالي، وجب إعادة النظر في هيئة الإصلاح السياسي وبعث مجلس وطني للأحزاب السياسية، يضم كل القوى، دون استثناء، وبتمثيلية متساوية، له من الصلاحيات التي تخوّل له مراقبة عمل الحكومة وتحقيق التوازن المنشود بين السلط. كما أكد في ذات السياق، على ضرورة العودة للشعب في كل القرارات الكبرى وذلك من خلال الاستفتاء على كل النصوص التي من شأنها أن تحدد ملامح المجتمع التونسي، داعيا الى فتح حوار وطني حول التمشي السليم لتحقيق الانتقال الديمقراطي الحقيقي، وأن يكون هذا الحوار داخل المجلس الوطني للأحزاب السياسية. كما نبّه من خطورة ارتهان الاقتصاد الوطني للدوائر المالية العالمية ومن المحاولات اليائسة، لبعض القوى الخارجية، لتحديد مستقبل المشهد السياسي التونسي، من خلال بعض الأساليب المفضوحة، التي من شأنها أن تحدّ من استقلالية قرار بعض الأحزاب السياسية، داعيا هذه الأخيرة إلى تقديم المصلحة العليا للبلاد على كل مصلحة حزبية ضيقة. واعتبر الأستاذ أحمد بن صالح، أن المجتمع التونسي متصالح مع دينه وهويته، نظرا لتجذره في حضارته العربية الإسلامية الأصيلة، وانفتاحه على ثقافات العالم، دون تعصب أو ذوبان، مؤكدا على استعداد الحركة للعمل الجبهوي مع كل القوى السياسية الصادقة والأصيلة، التي تلتقي معها حول الأدنى القيمي المشترك. ثم قام الأستاذ أحمد بن صالح بعد ذلك، بتدشين مقر حركة الوحدة الشعبية بجهة باجة، مكرّما بالمناسبة عددا من أبناء مناضلي الحركة الوطنية وعائلات شهداء ثورة 17 ديسمبر.