أيام قلائل تفصل التلاميذ عن موعد الامتحانات النهائية لذلك تكتسي فترة المراجعة أهمية بالغة لدى عائلات الممتحنين والتلاميذ والطلبة وخاصة منهم تلاميذ الباكالوريا. فالتعليمات والأوامر الناهية باتت تحكم كل بيت من بيوت ولاية نابل لاجتياز امتحان البكالوريا هذه السنة. فمنذ أيام دخل المترشحون والمترشحات مرحلة حاسمة من مراحل الاستعداد لهذا الامتحان ومنذ أسابيع أعلنت في عديد البيوت بمختلف مدن الولاية ومناطقها الريفية حالة تكاد تكون شبيهة بحالة الطوارئ ورفعت فيها لوائح تتضمن الممنوعات المؤقتة كعدم استعمال «الفايس بوك» ومشاهدة التلفاز والجلوس في المقاهي لمدة طويلة. ولعلّ من يقترب من أجواء الاستعداد لامتحانات الباكالوريا في الجهة يلاحظ أن الأولياء أحرص من أبنائهم على توفير كل الظروف والأسباب المساعدة على إتمام الاعداد الجيد للامتحان وتحقيق نتائج باهرة حسب ما يقول أحد المترشحين وهو محمد خريبيش التلميذ بالسنة السابعة اقتصاد وتصرف الذي يضيف: «الولي لا تهمه غير النتيجة النهائية فهو يوفر كل شيء ويعتقد أن ما وفره هو أحد العوامل الأساسية للنجاح ناسيا أن النجاح لا يكون إلا متى توفرت عدة عناصر أهمها على الاطلاق مدى استيعاب المترشح أو المترشحة للدروس التي تلقاها دون اهمال عنصر آخر مهما وهو الاستعداد النفسي «أما خولة المثلوثي التلميذة بالسنة السابعة علوم تجريبية فتقول إن الضغط الذي يسلطه الأولياء في الفترة الوجيزة التي تسبق الامتحانات على أبنائهم قد تكون له نتائج عكسية. ولكن في المقابل هل يأخذ الولي هذا العوامل بعين الاعتبار؟ للاجابة عن هذا الاستفسار ذكر السيد المنجي السعيدي ولي أحد التلاميذ المترشحين أنه على كل مترشح لامتحانات الباكالوريا أن يقدر التضحيات الكبيرة التي قدمها أبواه وأن يقابلها بالاجتهاد وبالاستعداد المناسب لضمان النجاح وهو المقابل أو قل الهدية التي ينتظرانها منه. ومضى محدثنا مستعرضا ما وفره لابنه منذ بداية السنة الدراسية من امكانيات وظروف يراها كفيلة بمساعدته على تحقيق الهدف المنشود وهو النجاح وبمعدل ممتاز. ولأن الاستعدادات لا تخلو من ضغط وتوتر نفسي قد يشكلان عاملا أساسيا من عوامل الانتكاسة غير المحسوبة. فإن الأستاذ عبد القادر الترخاني ينصح المترشحين بعدم اجهاد أنفسهم وتفادي كل ما من شأنه أن يؤثر على معنوياتهم كما ينصح الأولياء باتباع أساليب مرنة مع أبنائهم حتى لا يشعروا بخيبة الأمل وبالياس في حالة عدم النجاح. وهو أيضا ما ينصح به الاخصائي في علم النفس الدكتور فوزي قريعة الذي أكد على أن التلميذ يدخل في صراع مع الوقت خصوصا عندما يبدأ العد التنازلي للامتحانات فتتراكم الدروس ويتضاعف الخوف من الاخفاق فينقطع النوم وتنغص المنبهات راحة الجسم مما يؤدي الى الارهاق البدني والذهني الذي ينجم عنهما الاكتئاب والضغط النفسي. وأضاف الدكتور قريعة أن قلة النوم ينتج عنه نقص في الاستيعاب والفهم. ونصح بتنظيم أوقات المراجعة وتخصيص الجانب الأكبر منها الى الفترة الصباحية دون اهمال الغذاء المتوازن وممارسة بعض الأنشطة الرياضية ان أمكن. وهذا من شأنه أن يساهم في القدرة على التركيز والفهم والاستعياب وضمان الراحة النفسية.