يبدو لي وأطلب الغفران إن كنت مخطئا في ما بدا لي أن السياسة عندنا دخلت في حانة الفن الشعبي وبالتالي لا بدّ لها أن تكون تابعة لوزارة الثقافة وبالتحديد الى دائرة الفن الشعبي إن كانت هنالك دوائر في هذه الوزارة لم تدر عليها الدوائر الفارغة، إذ أن كل الأحزاب تشكلت في شكل فرق لا يتعدى عدد أفراد الواحدة منها عدد عناصر الفرقة الوطنية للفنون الشعبية واتخذت مرتعها من دور الثقافة والمركبات الثقافية التي تعرضت للتأهيل الممزود في السابق وتمزودت وأصبحت على رأي عادل إمام «متعودة ديما» على المزود طبعا. بدعوى أن «الشعب يريد الربوخ» والتعبير الجسماني بكل حرية وديمقراطية ووضوح وشفافية. وهي آخر عناوين لآخر الأغاني في آخر كليبات فرق الأحزاب في الفن الشعبي السياسي والتي ملأت الدنيا بصياحها المزودي ودويّها الطبلي وحشرجتها البنديرية وبكبكبتها الدّفية وشقشقتها الطارية ولكل منها طبلها ودفها. وبنديرها وطارها حتى وإن كان طارا «بوفلس». وكل هذه الفرق الحزبية المختصّة في الفن الشعبي السياسي لم تبق في الساحة شيئا لفاطمة بوساحة إلا أنها تعتمد على إديولوجيتها المرتكزة على «برّ أكا. برأكا» في المشي «دبّة دبّة» الي يوم ستة عشر أكتوبر بعد تخطي «الفصل الثامن والعشرة والعشرين» وكلها تسير «أكاكا دبة دبة» وتعد الشعب بالربوخ في ليلة القبض على المجلس التأسيسي والبلاد تسير معها «أكاكا دبة من الشعب» ولكن إلى الهاوية في نظر الأغلبية الساحقة الصامتة من الشعب. كل هذه الفرق الحزبية المختصّة في الفن الشعبي السياسي تبدأ احتفالاتها بأغنية «مجلة الأحوال الشخصية» معلنة اصرار قاسم كافي في المساواة بين «نانا يا نانات وصالح يا صالح» وتعدّ الشعب بصابات عارمة من القمح البليوني في موسم حصادها للمجلس التأسيسي ويبقى الشعب «ضايع في الطريق ما عندو رفيق» بحثا عن صالح ولا يجد صالحا لا في الربوخ الحزبي ولا في ديوان الفن الشعبي السياسي.