٭ تونس «الشروق»: محمد علي خليفة أكّد الناطق الرسمي لحركة الشعب عمر الشاهد أن الحركة تعمل بالأساس على ترسيخ ديمقراطية الاقتصاد واشتراكية السياسة وأنّ من ثوابتها إقامة شراكة اقتصادية عربية والانفتاح على دول الجوار معتبرا أن هناك فرصة تاريخية اليوم من أجل بناء اقتصاد حقيقي يسمو بمستقبل تونس والعالم العربي. وأوضح الشاهد خلال الندوة الصحفية التي نظمتها الحركة أمس الأول أن الاقتصاد غير الديمقراطي القائم على جشع الرأسمالية وعلى الفوارق وعدم تكافؤ الفرص انتهى وحان وقت بناء الاقتصاد الديمقراطي وأن المقصود بالاشتراكية ليس بمعنى مصادرة أملاك الناس ولكن في إطار خطة اقتصادية شاملة للجميع فيها حظ. وأضاف الشاهد أن الديمقراطية في فكر حركة الشعب ليست ديمقراطية ليبرالية شكلية وإنما هي إعلاء لسلطة المجالس المنتخبة، مجالس قروية وجهوية منتخبة مجلس وطني تأسيسي يرسم مستقبل تونس. وبخصوص موقف الحركة من الأحداث الجارية في ليبيا قال الشاهد إن حركة الشعب ضد كل محاولات التوظيف والانحراف بثوراتنا وأضاف «لا للناتو، لا للانتهازيين الذين يحاولون ركوب الثورات نعم للثورة والثوار الحقيقيين». واعتبر الناطق الرسمي لحركة الشعب أن «الجماهير العربية في الساحات هي الأقدر على التغيير بالطرق والأساليب المناسبة ولا نريد استبدال الاستبداد بالاستعمار... نحن مع جماهيرنا وحقها في إسقاط هذه الأنظمة بطرق مشروعة ونحن مع حركات التحرر في العالم في تقرير مصيرها». وتابع الشاهد أنّ حركة الشعب تعمل مع الكل من أجل الكل من أجل تونس وتعمل على تحرير قطاع الإعلام وإقامة نظام ديمقراطي يضمن مشاركة الجميع وقضاء عادل ومستقل وعلى تحديث الإدارة داعيا إلى إنشاء مجلس أعلى للثقافة منتخب إضافة إلى صياغة ميثاق ثقافي حقيقي. وتسعى حركة الشعب حسب الشاهد إلى التحرّر اقتصاديا وثقافيا وحضاريا من كل مظاهر الذوبان والتغريب والانغلاق وتعتبر أن الحركة الصهيونية وأداتها الكيان الصهيوني يهدد أمننا القومي والسلم العالمي وأن الصراع العربي الصهيوني هو صراع وجود لا حدود وهو ليس رهينا بجيل بعينه، وإلى إرساء علاقات دولية جديدة مبنية على احترام الوجود الخاص للأمم والشعوب وحقها في تقرير مصيرها وإرساء السلم العالمي، وتناضل مع أحرار العالم ضدّ العولمة المتوحّشة والاستعمار بكل أشكاله. وردا على تساؤل حول توحيد التيار القومي قال المنسق العام للحركة محمد ابراهمي إن السؤال الملح الآن هو لم شمل التيار القومي التقدمي مشيرا إلى أن العلاقة بين القوميين والنظام كانت منذ عهد بورقيبة متوترة حيث تم تصفية الحركة اليوسفية بالسلاح ولا يزال «صباط الظلام» و«برج الرومي» يحملان عذابات وأنات المناضلين اليوسفيين. وأضاف ابراهمي أن هذا الأسلوب القمعي فرض على التيار القومي العمل تحت الأرض مع ما يسببه ذلك من مشاكل بين أبناء الحركة الواحدة والتنظيم الواحد مشيرا إلى أن النظام البائد لعب دورا كبيرا في الإيقاع بين الإسلاميين أنفسهم والقوميين أنفسهم واليساريين أنفسهم. وأكد أن الحركة وهي تخرج إلى العمل القانوني العلني ترافقها مشاكل العمل السرّي وكما صبرنا أيام الاستبداد نحن صابرون على خلافاتنا وتناقضاتنا من أجل لم شمل التيار القومي في حركة سياسية واحدة تجمع ولا تفرق.