شهد مقر ولاية القصرين خلال المدة الأخيرة تجمهرا كبيرا لعدد كبير من العاطلين على العمل ورغم محاولة الحراس وقوات من الجيش منعهم من دخوله... إلا أن البعض منهم تمكن من اقتحامه مطالبين بمقابلة الوالي على خلفية التهميش واللامباة التي يعانون منها...لانهم يعتبرون ما قيل من طرف الحكومة الموقتة بقي مجرد وعود دون تجسيد... وارتكز أهالي القصرين على ما صدر عن الحكومة المؤقتة بأحقية كل فرد في التشغيل للمطالبة الفورية بحقوقهم, وقد تكاثف الاقبال على والي الجهة بالتشغيل وهو اقبال فاق كل الحدود مطالبين أيضا بالاعتناء بالمناطق الداخلية التي عرفت التهميش والحرمان منذ الاستقلال... فحتى الحصص التي خصصت للحضائر القارة وغير القارة لم تحل مشكلة التشغيل نظرا للعدد الكبير من العاطلين على العمل من مختلف المناطق التابعة لولاية القصرين الذين ملوا الانتظار والفقر رغم كل البرامج التلفزية التي تحدثت عن معاناة اهالي القصرين. الامر الذي دفع المواطنين الى التقدم دفعة واحدة لطلب التشغيل في اطار منظومة الحضائر في ظل غياب المناطق الصناعية بالجهة في انتظار بعث مشاريع كبري من طرف الدولة تستقطب عددا كبيرا من العاطلين والحال أن هذه الولاية تزخر بالموارد الطبيعية من رخام وحديد وغابات إضافة إلى ارث كبير من الاثار.. وقد كان للقطاع العمومي تجربة في ذلك عندما تم بعث معمل عجين الحلفاء الذي تقلص عدد اليد العاملة فيه الى اقل من 400 عامل وهو يحتاج اكثر بكثير من نسبة اليد العاملة حتى اكثر مما كانت عليه في السنوات الماضية. كما علمنا أن والي الجهة قد هدد بتقديم استقالته منذ ايام نتيجة المطالب التي فاقت قدرته وعدم قدرته على احتواء الاندفاع القوي للمواطنين لكنه امر في وقت سابق بغلق ابواب الولاية وعدم استقبال المواطنين حاثا على التنظيم... وقد غيرت الظروف الحالية بالبلاد مهمة الوالي الذي اضحى دوره ينحصر في مقابلة الناس والحال إن دوره الأساسي هو دفع عجلة التنمية من بنية أساسية ومشاريع اقتصادية وفلاحية.