قال سليم شاكر كاتب الدولة المكلف بالسياحة ل«الشروق» ان الوجهة السياحية التونسية جاهزة لاستقبال السيّاح الجزائريين...على الاقل على المستوى الامني من حيث تأمين نقاط العبور. وذكر أنه تفقّد بداية هذا الاسبوع المنطقة الحدودية كاب سنان بالكاف في زيارة فجئية وتأكد من مدى جاهزية تأمين مناطق العبور بين تونس والجزائر وذلك استعدادا لاستقبال حرفاء الوجهة التونسية من الاشقاء الجزائريين. وقال أيضا في تصريح ل«الشروق» ان التخوف من الجانب الأمني كان دائما مطروحا لكن لم يكن يثار رسميا وهذا ما أحدث الفارق هذا العام...مضيفا «لا للتهويل ولا لذر الرماد في العيون أيضا الأمر عادي ووجهتنا جاهزة لاستقبالهم». في المقابل تشير احصاءات وزارة السياحة للخمسة أشهر الاولى ل2011 الى تراجع نسبة اقبال السيّاح الجزائريين بأكثر من 33٪ بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. نفس الارقام تشير الى خسارة الوجهة التونسية لحوالي النصف من حرفائها التقليديين خلال نفس الفترة من العام الماضي...اذ انخفضت نسبة توافد السيّاح الفرنسيين الى ما دون 50٪ كما انخفض توافد السيّاح الالمان الى ما دون 60٪ والسيّاح الاسبان الى 80٪ والايطاليين الى 60٪...اجمالا تؤكد حصيلة الخمسة أشهر الاولى للنشاط السياحي أن نسبة انخفاض التوافد على الوجهة السياحية التونسية بلغ أكثر من 40٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. خسارة المواعيد يفسّر المسؤولون في القطاع السياحي هذا الانخفاض بخسارة تونس لمواعيد الحجوزات ذلك أن فترة الحجوزات تزامنت مع اندلاع الثورة في تونس وتواتر الاحداث السياسية والامنية والاجتماعية...مشيرين الى أنه يجري العمل على انقاذ ما يمكن انقاذه هذا العام والعمل مبكرا على انجاح الموسم خلال العام القادم. لأجل هذا رصدت وزارة السياحة مليون أورو أي ما يناهز مليارين من المليمات ككلفة جملية للترويج للوجهة السياحيّة التونسية في كبرى وسائل الاعلام العالمية بالاضافة الى استضافة مسؤولي القطاع والمهنيين في الاسواق التقليدية. وهي خطوة لم تخلو من الانتقادات غير أن الوزارة أكدت أن المبلغ الذي تم رصده عادي مقارنة بما يتم رصده في الدول المنافسة للترويج لمنتوجاتهم السياحيّة. حول هذه النقطة أوضح سليم شاكر ل«الشروق» أن مسؤولي القطاع مجبرون على العمل لانجاح ما تبقّى من فرصة لانقاذ الموسم. ويعتبر المتحدث أن المبلغ المرصود عاديّ جدا لان الرسائل التي تم توجيهها تهم الرأي العام العالمي لذلك لابد من الامكانيّات للوصول الى الحرفاء عبر وسائل الاعلام الكبرى...«فنحن نواجه منافسين كبار» على حد قوله. غياب الثورة عن حملة الاشهار للسياحة حول الانتقادات الموجهة لنوعية الرسائل التي تضمنتها الحملة الترويجية وخاصة منها عدم تضّمن تلك الرسائل لأيّة اشارة للثورة التي شدّت أنظار العالم لتونس بالاضافة الى عدم خروج تلك الرسائل عن روتين الترويج للسياحة الشاطئية فحسب قال سليم شاكر «80٪ من منتوجنا السياحي له علاقة مباشرة بالبحر والشاطئ فكيف نتغافل عن هذه المنّة التي وهبتها لنا الطبيعة أما بالنسبة للثورة أعتقد شخصيّا أنها أرقى من أن يتم استخدامها في حملة ترويجيّة». هذه الحملة لم تنجح بعد في جذب الانتباه مجددا للوجهة التونسية وفقا لبعض المصادر...رغما عن غنيمة الاشهار التي حازتها وسائل الاعلام الأجنبيّة. فالأحداث الأمنية التي عاشها الوطن فتح الابواب لاهتزاز القطاع هذا العام يبدو ذلك جليّا فيما صرّح به محمد بالعجوزة رئيس جامعة النزل للمسؤولين الألمان خلال المائدة المستديرة التي نظمتها وزارة السياحة عشية أمس الاول بالعاصمة حول «السياحة التونسية والمؤسسات الصغرى»...اذ أكد بالعجوزة أنه لن يسرد أرقاما حول حجم الخسارة كما لن يدلي بتفسير حول أسباب هذه الخسارة لانها أسباب مكشوفة للجميع لكنه يطلق صيحة فزع لانقاذ المهنة...علما وأن غياب السيّاح أدى الى اغلاق 28 نزلا بالاضافة الى اغلاق وكالة أسفار وحيدة في ولاية قابس. فقدان السيّاح الالمان بسبب غياب الحرفاء أيضا انخفضت عائدات القطاع من العملة الصعبة الى حوالي النصف الى غاية النصف الأول من الشهر الجاري. وأكد بالعجوزة خلال كلمته أن السوق الألمانية تظل سوقا استراتيجية بالنسبة للوجهة التونسية...اذ توافد قبل أكثر من 10 سنوات حوالي مليون سائح ألماني على الفنادق التونسية علما وان توافد الالمان شهد زيادة خلال التسعينات قدرت ب12,5٪...لكن تفجيرات 11 سبتمبر بالاضافة الى تفجير معبد الغريبة بجربة أسهمت بشكل مباشر في انخفاض توافد هؤلاء. من جهته أكد ايرنست بيرغباشر كاتب الدولة الألماني للسياحة أنه سيجري العمل بصفة مشتركة من أجل عودة السيّاح الألمان للسوق التونسية مؤكدا أنه على المسؤولين التونسيين العمل على اقناع الألمان بالعودة من خلال تطوير صورة تونس في ألمانيا مشيرا الى قدرة مرافقيه على المساعدة في هذا الاتجاه...ومرافقيه هم عددا من الصحفيين المختصين في المجال و4 مسؤولين ممثلين للجهة الرسمية السياحية في ألمانية و5 ممثلين للمهنة منهم رئيس جامعة وكالات الاسفار وممثل للمؤسسات الصغرى...علما وأن الوفد الالماني زار تونس بدعوة من وزير السياحة مهدي حواص في اطار بحث عن سبل انقاذ الموسم.