هاجس النساء والرجال باللياقة والنحافة يزداد أكثر مع حلول فصل الصيف ويصبح التفكير في القضاء على الوزن الزائد هو المسيطر على مشاغل فئة هامة من المجتمع فتنطلق رحلة البحث عن حلول للتخلص من السمنة والقضاء على الشحوم التي تفسد المظهر وتسبب بعض الحرج خاصة للفتيات والنساء والشباب المولعين بمظهرهم . وعادة ما يبحث هؤلاء عن حل جذري دون مخلفات جانبية فيتجه الاهتمام نحو الطب البديل الذي لا يعتمد على الأدوية وإنما يرتكز على الغذاء المتكون من الخضر والغلال . ومن الخضر التي يكثر استهلاكها صيفا نذكر الفلفل الحار الذي يتناوله التونسي مقليا ومشويا (سلاطة مشوية) وطازجا (سلاطة خضرة) . «الشروق» بحثت في الفوائد الصحية لتناول الفلفل الحار مع الدكتور أنيس بامري (كفاءة في الطب المثلي وكاتب عام الجمعية التونسية للطب المثلي) فكانت التوضيحات والمعلومات التالية. يشير الدكتور أنيس بامري إلى أن الفلفل من الخضر المفيدة للجسم وان الفلفل الحار يتميز عن الحلو منه بفوائده الكثيرة لعل أهمها مقاومة الأكسدة ومحاربة عسر الهضم و تقوية المعدة .كما يقوم الفلفل الحار بدور تحفيز للفم والمعدة والأمعاء ويزيد تحرك المعدة والأمعاء ويدفع افراز هرمونات الهضم ويحسن حركة الدم . دراسات تثبت الفائدة للتدليل على أهمية تناول الفلفل الحار فقد أجرى بعض الخبراء الصينيين في مجال الطب والتغذية تحقيقات في مقاطعتي هونان وسيتشوان فكشفوا أن نسبة الإصابة بقرحة المعدة بين سكان المقاطعتين منخفضة أكثر مما في المناطق الأخرى بسبب تفضيلهم أكل الفلفل الحار وذلك لأنه مفيد لتجديد الغشاء المخاطي في المعدة وحماية وظائف خلايا المعدة والأمعاء والوقاية من الإصابة بقرحة المعدة. ويساعد الفلفل الحار على تنشيط حركة الدم أكثر من أي نبات آخر.. ولذلك فقد وصف بأنه أحد أفضل النباتات الملائمة للأزمات لكونه يرفع من كفاءة عمل جهاز الدورة الدموية ويعزز طاقة الجسم ويخفف من آثار الإجهاد الذي يتعرض له الإنسان وكشفت التجارب التي أجريت في جامعة دوسلدورف عن أن الفلفل يزيد من قدرة المريض على التركيز. وأكدت بعض الدراسات أن أكل الفلفل الأخضر مفيد للوقاية من حصوة المرارة لأن الفلفل الأخضر يحتوي على فيتامينات وافرة وخاصة فيتامين ج (فتامين c) ويحول الكولسترول إلى حمض الصفراء مما يشكل الوقاية من حصوة المرارة. ويجب على المصابين بهذا المرض أن يأكلوا دائما الفلفل الأخضر الغني بفيتامين c لأنه يلعب دورا نسبيا في تخفيف المرض . الفلفل الحار له دور كبير في تحسين وظائف القلب ودفع الدورة الدموية بالإضافة إلى تخفيض الدهون في الدم وتقليل الجلطة الدموية كما يلعب دورا وقائيا من أمراض الأوعية الدموية. ويساعد الفلفل الأخضر الحار على تخفيض سكر الدم وتخفيف آلام الجلد الناجمة عن مختلف الأمراض يساعد على إذابة الجلطات الدموية ويفسح المجال لمخارج الهواء ويذيب المخاط الموجود في الرئة ويساعد على منع متاعب القصبة الهوائية والتي تظهر في صورة نزلات شعبية وهو يقلل من الألم كما أنه يهدئ من حدة الصداع عند استنشاقه كما أنه عندما يحقن به الجسم يخفف من ألم المفاصل (هذا يتم من خلال العلاج المثلي). مخفض للوزن يقول الدكتور أنيس بامري إن تناول الفلفل الحار يساهم بشكل كبير في إذابة الدهون المتراكمة في الأمعاء ولذلك نلاحظ أن الأشخاص الذين يدمنون على تناول الفلفل الحار يتميزون بالنحافة. وفي السياق ذاته فقد أكد بعض الخبراء الصينيين الذين قاموا بعدد من البحوث والدراسات أن تناول الفلفل الحار يساعد على إذابة الشحوم وبالتالي الحصول على جسم رشيق ومتماسك .وهي بشرى سارة خاصة للنساء اللاتي يعانين من الوزن الزائد. نصائح يؤكد الدكتور أنيس بامري أن للفلفل الحار سلبيات أيضا ونتائج عكسية خاصة إذا لم يقع مراعاة بعض التفاصيل في تناوله ولذلك لا بد من هذه النصائح : للحصول على الفوائد الكاملة للفلفل الحار يجب أن يتناوله الفرد طازجا وأفضل طريقة لتناوله تكون في شكل «سلاطةخضرة» ومكوناتها الأساسية فلفل اخضر وطماطم وبصل. أو «سلاطة مشوية» فمن خلال هذه الطريقة يحافظ الفلفل على مكوناته الأساسية وتحصل الفائدة من تناوله. ويحذر الدكتور أنيس أيضا من شرب الماء مباشرة بعد تناول الفلفل الحار لان ذلك يسبب «الجاير». كما أن الإكثار منه يؤذي المعدة ويمكن أن يتسبب في الإصابة بقرح المعدة والعذر ولذلك ننصح المدمنين على الفلفل الحار بالاعتدال والحرص على تناول فلفل حار نسبيا ومقبولا ولا يسبب مشاكل في المعدة بعد تناوله . ويعتبر تناول الفلفل الحار مقليا مضرا بالصحة لان هذه الطريقة تقضي على الفوائد الكثيرة للفلفل ويحوله إلى مادة ضارة ولذلك ننصح التونسيين بالتخلي عن هذه الطريقة التي تكثر خاصة في الصيف نظرا لسهولتها ونكهتها المحبذة لدى الكثيرين.