للمرة الثانية يشهد الموقع الاجتماعي نشر أخبار تفتخر بقرصنة موقع زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي فيما يسميه العديد من الناشطين على الموقع باسم «مقاومة الحزب الديني في تونس»، وهو ما يفتح الباب على مئات التعاليق من الجانبين. ومنذ الأمس، نجح شخص يسمي نفسه «JaMbA» في اختراق موقع الشيخ، متمنيا له عيد ميلاد سعيد مع موسيقى هادئة، ثم وضع بدل صفحة الاستقبال صفحة سوداء كتب عليها النص التالي: نريد معرفة الأسباب الحقيقية لزيارة النهضة لواشنطن وسبب مغازلتكم لديمقراطية الكيان الصهيوني الغاشم ؟ كما نريد معرفة سر العلاقات المشبوهة مع قطر؟ وسر الأموال الطائلة التي يملكها الحزب؟ نحن نطالب أنصار حركة النهضة وأتباعها بالتوقف عن حملات التكفير لكل مخالف في الرأي والتوقف عن تفكيك المجتمع التونسي وتقسيمه بين مسلمين وكفار»، ويمضي هذا القرصان رسالته بشعار: «مسلم ومؤمن والنهضة لا تمثلني». وكان اختراق الموقع بداية لإطلاق شرارة المعركة بين الطرفين الأكثر نشاطا في الموقع الاجتماعي: الإسلاميون وأنصار النهضة من جهة وشباب اليسار وأعداء التيار الديني السياسي في تونس وهم من عدة مشارب فكرية وسياسية إنما يجتمعون على مناصبة العداء لحركة النهضة. وبدأ أعداء النهضة بنشر صورة للموقع المقرصن علامة انتصارهم ونجاحهم للمرة الثانية في اختراقه، فكان الرد سريعا من ناشطين يطلق عليهم البعض «كتائب النهضة» بالتهوين من هذا الانجاز والإشارة إلى أنه مجرد موقع بسيط لم ينشئه الشيخ بنفسه، كما ذكر بعضهم بأن صفحة أقوى رجل في العالم باراك أوباما قد تعرضت للقرصنة، وأن اهتمام الناس بصفحة شيخ النهضة هو علامة نجاحه في نقل خطابه الديني أو السياسي إلى الفضاء العام. كما كتب مناضل نقابي ذو توجه إسلامي: «كان الأفضل لهؤلاء القراصنة أن يقتحموا مواقع المطبعين مع العدو الإسرائيلي والمواقع التي تستخف بالثورة وبالقيم الحقيقية للشعب التونسي، لقد أضاعوا جهدهم ضد أحد أهم مكونات الشعب التونسي». ويمكن الحديث عن «حرب افتراضية حقيقية» على الموقع بين أنصار الشيخ وأعدائه، شارك فيها المئات من تونس وخارجها، ذلك أن للشيخ أنصارا في الشرق خصوصا. وتعذر علينا نشر العشرات من التعاليق لما فيها من شتائم من الجانبين، فاخترنا لكم تعليقا «وسطيا» كما يقال جاء فيه: «الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يخجل، لأنه الوحيد الذي يفعل مايخجل !. (مارك توين).