«اختطاف الرهائن عمل غير انساني وغير أخلاقي وجريمة وحشية» هكذا يقولون... هكذا يقول جماعة العالم المتحضّر وبالتحديد جماعة التحالف... ولكن ماذا نقول عمّن اختطف دولة بحالها وبشعبها وأرضها وتاريخها... من يقتل بشرا واحدا يُسمّى مجرما... ومن يقتل الآلاف يسمّى بطلا... من يقتل بالسيف (وهذا مؤلم فعلا) يسمّى متوحشا ومن يقتل بصاروخ أو بقنبلة تزن عشرة أطنان يسمى متحضرا... اختلفت المسميات والموت واحد... غير ان من يموت في أرضه دفاعا عنها ليس كمن يموت في أرض تبعد عن دياره آلاف الأميال... من جاء بهم الى العراق على متن كذبة نفّاثة يعرف كل هذا ولكن جنون العظمة والحقد الحضاري وقانون الاقوى أعمى بصيرته... الرأي اليوم هو رأي العسكريين ومصاصي البترول أما المفكرون وضمائر الانسانية فلا مكان لهم... بارت سلعتهم ولا مكان للحلم اليوم... في عالم الرعب انقلبت الاولويات وصار الامن والامان أهم من الديمقراطية... بل هي الاولوية التي تميز منطقة عن أخرى... وصانع الرعب في العراق وداعم الظلم والابادة في فلسطين هو نفسه الذي يدّعي محاربة «رعب الارهاب»... وعلى أجندته قائمة باسماء المرشحين للاختطاف مستقبلا... رهائن قيد الرحي... رهائن قيد الأسر... ورهائن قيد الدّرس... من يختطف دولة ويقتّل شعبها ويغلق مدارسها ويعدم علماءها ليس من حقه ان يتحدث عن الأخلاق... من يسمّي «أبو غريب» تحريرا ليس من حقه ان يتحدث عن الحرية... من بنى حربا على كذبة لن يدفن كذبته في المقابر لانها امتلأت بالضحايا... من حول العالم الى «مركز شرطة» وخلق مناخا للكراهية الكونية فضرب العلاقات الدولية ونخر الاقتصاد العالمي ليس من حقه ان يحدثنا عن عالم أكثر أمنا... اللهم الا اذا خرج هو من اللعبة الدّموية... العراق اليوم رهينة... رهينة تنزف كل يوم... غير أن العالم تعود على المشهد... والذين هبّوا قبل الاحتلال تحت شعار «لا للحرب...» سكتوا ولم يعيدوا الهبة تحت شعار «لا للاحتلال»... صار أمرا عاديا اختطاف بغداد... بل هناك من الاخوة من فتح دكاكين لبيع قطع من لحمها وعرضها وأرضها... لانهم رهائن من نوع آخر... والحساب قادم.