شهدت قرية «تسكراية» التابعة لمعتمدية بنزرت الجنوبية جريمة محاولة قتل خطيرة ارتكبها شاب خلال الايام القليلة الماضية في حق شاب آخر في العشرين من العمر، وتمكّن من الفرار الى حد الساعة. وتفيد وقائع القضية ان جمعا من الأهالي والأقارب وأبناء قرية «تسكراية» حضر حفل زفاف بنفس المكان، الا انه خلال السهرة، نشبت معركة بين اثنين خارج اسوار منزل العرس، فتوجه عدد من الحاضرين الى الخارج لاستجلاء الامر سواء بدافع الفضول او لفض الخلاف، وكان من بين من خرجوا المتضرر في قضية الحال وقد صادف خروجه الالتقاء باحد المتصارعين الذي تذكّر لحظتها ان خلافا وثأرا سابقين طرأ بينه وبين شقيق المتضرر، فراودته فكرة الانتقام، لذلك لم يتردد في اعتراضه بطعنة سكين من الحجم الكبير، اصابت القلب مباشرة استصرخ المتضرر الأهل والحضور ثم سقط ارضا فلم يكتف المعتدي بما قام به بل اصرّ مضمرا قتل غريمه لينهال عليه بحجر كبير على مستوى القلب من جهة الظهر، ثم لاذ بالفرار. حاول بعض الاهالي اللحاق به الا انه تمكن من الهرب فيما تولى بعض الاشخاص نقل المصاب وهو في حالة خطيرة جدا الى اقرب مستشفى وهو مستشفى منزل بورقيبة الذي يبعد اقل من 24 كلم عن مكان الجريمة. وقد تكفل الاطار الطبي وشبه الطبي باسعافه موظفين كل خبراتهم وكفاءتهم لانقاذ روح بشرية، الامر الذي جعل عائلة المتضرر توجه تحية إكبار وتقدير لأطباء مستشفى منزل بورقيبة على ما قاموا به من واجب. وتمكن المسعفون من انقاذ حياته التي لم تبق له غير بعض اللحظات على مفارقتها، وربما من الصدف ان تكون ضربة الحجر من جهة الخلف ساهمت في انقاذ الشاب وذلك بتحويل النزيف الداخلي جراء طعنة السكين الى نزيف خارجي من شدة الاصابة التي دفعت الدماء الى الخارج وهو ما جعل احد الاطباء يعلق على ذلك بقوله بأن ضربة قتلته واخرى اعادته الى الحياة! كما تم الاحتفاظ بالمتضرر بعد ان تجاوز حالة الخطر في غرفة الانعاش تحت العناية الطبية المركزة. وقد بلغ الامر الى اعوان الحرس بالجهة الذين قاموا بإبلاغ ممثل النيابة العمومية فأذن بفتح محضر تحقيق في الجريمة والقاء القبض على المعتدي وتكفل المحققون بجمع المعلومات ومعرفة هوية المشتبه به. كما تمكنوا من استنطاق المتضرر وتسجيل اقواله وتم ايضا تسجيل اقوال وشهادات الشهود ومن حضر وقائع الجريمة. فيما لم يتمكنوا من القاء القبض على المشتبه به الذي مازال متحصنا بالفرار الى حد هذه الساعة، كما لا تزال الابحاث والتحقيقات جارية.