المشاغل المطروحة عموما عديدة ومختلفة منها ما يتعلق بتوفير الماء الصالح للشراب خلال فصل الصيف ومنها ما يهتم مسح المسالك الفلاحية والطرق المؤدية الى القرى والأرياف في عمق الصحراء وأخرى تتركز على ضرورة توفير العلف للماشية من مادة الشعير والسداري خاصة بأقل التكاليف على الفلاح البسيط خلال هذه السنوات العجاف التي اتسمت بالجفاف والتصحر.. هذه المشاغل وغيرها تم طرحها في اخر مجلس محلي للمعتمدية قبل الثورة.. ومع ذلك لم تحظ بالرعاية الكاملة والاهتمام اللازم . ورغم الصعوبات المناخية المتواصلة بالجهة على امتداد سنوات طويلة، فان القطاع الفلاحي في تطاوين لا يزال يحظى بأهمية كبرى لكونه رافدا أساسيا من روافد التنمية في هذه الربوع حيث يعتبر قطاع تربية الماشية من أهم العناصر الفلاحية المنتجة بالمعتمدية لذلك تمّ اتخاذ عديد الاجراءات للحفاظ على هذه الثروة الحيوانية نذكر منها توفير مادة الشعير بجميع نقاط البيع بالمعتمدية وتنظيم عملية توزيع السداري على المستوى الوطني عن طريق الحبوب، وحث معمل العلف المركب بتطاوين على انتاج أعلاف مركزة للصيانة بأثمان مدروسة والتشجيع على جلب مادتي التبن والقرط من الشمال بمنحة تقدر ب 2.5 مليم للبالة عن الكلم الواحد على أن يتم النقل بواسطة مجامع التنمية وتعاضديات الخدمات الفلاحية ,وجلب كميات هامة من القرط عن طريق تعاضدية قصر عون بأثمان مدروسة ومدعمة حيث يوجد مقر هذه التعاضدية بتطاوين الشمالية. كما تم اتخاذ اجراءات جديدة منذ سنة 2010 فيما يتعلق بالقرض الموسمي لتمويل اقتناء الأعلاف لفائدة الأغنام والأبقار والماعز والابل وتربية الأراخي وتسمين العجول والقعدان وتمويل زراعة الأعلاف الخضراء عملا بمذكرة وزير الفلاحة عدد 27 بتاريخ 3 فيفري 2010 في هذا الاطار. بالتوازي مع الجهود المبذولة في توفير الأعلاف يح الجانب الصحي للقطيع بذات الأهمية حيث لا تزال حملة الوقاية والحماية من الحمى القلاعية والجدري للأغنام مستمرة وانطلقت حملة التلاقيح ضد اللسان الأزرق والحمى المالطية والمداواة ضد ديدان الرئة والأمعاء وتوزيع دواء الجرب منذ شهر مارس الماضي كما تم برمجة عمادة «السعادة» من معتمدية تطاوين الشمالية منذ سنة 2009 ضمن نظام التوكيل الصحي نظرا لما له من مردودية على دعم جهود الدولة في هذا المجال اضافة الى تشغيل طبيب بيطري خاص من أجل مزيد الاحاطة الصحية للثروة المحلية بالمنطقة .. لكن الوضع أصبح أكثر تعقيدا في هذا المجال بعد دخول قطعان غير مراقبة من الماشية عبر الحدود التونسية الواسعة الى التراب التونسي بشكل غير قانوني وغير منظم لم يسبق له مثيل بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة على الحدود مع ليبيا . وقبل ذلك كانت الآوضاع الصحية لقطعان الماشية بالمعتمدية أحسن بكثير حيث سجل خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2010 تلقيح ومداواة 24500 رأس من الأغنام لفائدة 110 مربّ، و32000 رأس من الحمى القلاعية أغنام وماعز لفائدة 115 مربيا، وحوالي 15000 رأس من الحمى المالطية أغنام وماعز كذلك لفائدة 35 مربيا، وأكثر من 7850 رأس غنم من اللسان الأزرق لفائدة 35 مربيا أيضا، و500 رأس من جدري الابل، و800 رأس من جرب الابل بالحقن، ومداواة 18700 رأس من الأغنام والماعز ضد ديدان الرئة والأمعاء و30500 رأس من الأغنام ضد الجرب لفائدة 133 مربيا. ومن ناحية أخرى وفي اطار تشجيع قطاع الابل تم بعث خلال نفس الفترة مركز لتجميع حليب النوق عن طريق مشروع التنمية الزراعية والرعوية لفائدة مجمع الزهرة حيث تم اقتناء 8 من النوق كنواة أولية لبداية المشروع لفائدة المجمع المذكور.. ومع الانفلات الأمني والسياسي الذي شهدته البلاد ومع غياب المراقبة والمتابعة لا ندري هل تواصل انتاج هذا المشروع أم توقف كغيره من المشاريع الفلاحية السابقة في الجهة .