في اطار انطلاق الحملة الوطنية التي أطلقها مجموعة من الخبراء في مجال البيئة للمطالبة بدستور يضمن الحقوق البيئية من أجل تنمية مستدامة نظمت جمعية صيانة جزيرة جربة ندوة فكرية حول مخاطر الانتهاكات البيئية وتأثيرها على المحيط بإشراف الأستاذين منير مجدوب وعلي العبعاب من الهيئة الوطنية المؤسسة لهذه المبادرة الأولى من نوعها في تونس و قد حضر هذه التظاهرة ممثلون عن مختلف الجمعيات والأحزاب السياسية الناشطة في الجزيرة. استهل السيد منير محجوب مداخلته بالتأكيد على دور الأحزاب والجمعيات ومختلف مكونات المجتمع المدني لترسيخ ثقافة بيئية سليمة من أجل تنمية مستدامة تأخذ بعين الاعتبار سلامة البيئة ونظافة المحيط بالتوازي مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ضل ما يتميز به الوضع الراهن من غياب البعد البيئي في مطالب التنمية الجهوية في مختلف مناطق الجمهورية وقد ذكر السيد محجوب أن اختيار جزيرة الأحلام للانطلاق في حملتهم الوطنية منذ إطلاق المبادرة يعود إلى الخصوصيات البيئية التي تتميز بها المنطقة بكونها جزيرة كما أنه اعتراف بدور أبنائها النضالي في مجال العمل البيئي حيث تعتبر جمعية صيانة جزيرة جربة أول هيكل وطني يتبنى «الأجندات المحلية 21» للعناية بالبيئة و سلامة المحيط منذ سنة 1996. واستعرض الأستاذ علي عبعاب في مداخلته تاريخ السياسة البيئية في تونس منذ الاستقلال مبرزا جملة من الانتهاكات التي تستهدف الثروات الطبيعية وتستنزف الموارد المائية في مختلف القطاعات كالفلاحة والصناعة مركزا على المجال السياحي باعتباره أهم نشاط في الجزيرة وما يسببه هذا القطاع من انتهاكات بيئية خطيرة متواصلة إلى اليوم تخل بالتوازن البيئي و تهدد مستقبل الجزيرة.