محمّد القوماني الأمين العام لحزب الإصلاح والتنمية يُسابق موجات الثورة والثورة المضادة ويُغالب حالة الهيجان التي تُميّز الكثير من الأطراف والفاعلين السياسيين،هو في منزلة عليّة من حيث الهدوء والرصانة والبلاغة في التصريح والدقّة في التعبير. صوت فيه الكثير من الحكمة والتعقّل والرصانة تؤهّل هذا الرجل السياسي لكي ترتفع أسهمهُ في بورصة الحياة السياسيّة ، مع ما عنده من قوّة للاقتراح والتصوّر والانتقاد كذلك بعيدا عن كلّ هوجاء أو توتّر أو مزايدات ، هذا إضافة إلى ما يعرفُهُ الجميع عنه من رفعة أخلاق وابتسامة دائمة وجديّة حينما يجدّ الجد ومرات حتّى دون أن يجدّ الجدّ. ما أحوج الساحة السياسيّة ، اليوم وغدا، إلى أمثال محمّد القوماني لكي تهدأ الخواطر وتقلّ الاتهامات والاتهامات المضادة ولكي ينهار جدار الصدام والعنف ولكي تقترب النفوس إلى بعضها البعض بما يُوفّر المزيد من التقدّم على درب الانتقال الديمقراطي. أبو باسم في نزول: القاضي مختار اليحياوي فجأة انهارت صورة وشخصية القاضي مختار اليحياوي ، طريقة كلامه المتشنّجة والعنيفة في الجلسة الأخيرة لهيئة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي أضاعت بوصلة التفكير لديه وجعلتهُ «يخبط خبط عشواء» وفي كلّ الاتجاهات متّهما متهجّما بحجّة وبرهان وبدونهما ، أضف إلى ذلك ازدواجيّة الخطاب الّتي طبعت تصريحات الرجل داخل جلسة الهيئة وخارجها ، حيث قال في داخل القاعة عكس بل ونقيض ما صرّح به خارجها. حالة التوتّر الّتي بدا عليها القاضي مختار اليحياوي –والسيجارة بين أصابع يديه- ضربت صورة مألوفة عهدها الجميع لديه ، صورة فيها الكثير من الوقار والاتزان والقبول بالاختلاف والحرص على لمّ الشمل والتقريب بين الفرقاء :أليس هو صاحب مبادرة إعادة الوفاق لهيئة تحقيق أهداف الثورة؟. كلام التجريح في حق زميله السابق في الهيئة يطرح أكثر من ألف سؤال:هل انخرط القاضي اليحياوي في دولاب تصفية الحسابات؟ لماذا طعن في شخص الأزهر العكرمي الوزير كان أولى أن يطعن ويقدح في عضويته في هيئة تحقيق أهداف الثورة. ما كنتُ أتمناه شخصيا على القاضي اليحياوي أن أكمل وأشعل السيجارة التي كانت تتلاعب بين أصابع يديه إذ ربّما كان حينها قادرا على ضبط البعض من توتّره وتشنّجه وانهياره العجيب والغريب !!!!