تنطلق يوم 1 أكتوبر أيام قرطاج السينمائية في دورتها العشرين التي ستكون مناسبة لاكتشاف أفلام تونسية جديدة. هذه الايام ستكون فضاء للحوار بين المنتجين والمخرجين والممثلين وستنطلق منها بلا شك مشاريع سينمائية جديدة ستثري الرصيد السينمائي الذي شهد تطورا ملحوظا. كما ستكون أيام قرطاج السينمائية منطلقا لطرح مجموعة من القضايا والاشكاليات التيتطرحها السينما التونسية... أهم هذه القضايا غياب عدد كبير من الممثلين التونسيين عن الشاشة الكبيرة في الوقت الذي يحضرون فيه في المسرح والتلفزة. فالظاهرة الغريبة في السينا التونسية هي غياب الممثلين المحترفين قياسا بالعدد الجملي للممثلين الذين يظهرون في هذا الشريط او ذاك.. فبعض الممثلين بل عدد كبير منهم لا نجد لهم اي مشاركة في السينما التونسية والمحظوظين منهم شاركوا في أدوار صغيرة في بعض الافلام. فالبشير الدريسي مثلا لا نجد له اي حضور في السينما التونسية واذا كان الدريسي يرفض مبدئيا المشاركة في «الكاستينغ» باعتبار انه وجه معروف وليس هاويا ليقدّم نفسه للمخرجين فلا أحد منهم دعاه.. وهو ليس الوحيد في هذه القطيعة مع السينما التونسية وخاصة في السنوات الاخيرة فعبد العزيز المحرزي ايضا غائب عن السينما التونسية وفي العشر سنوات الاخيرة لم يشارك الا في شريط قصير : «الكاتب العمومي» في حين لم يشارك توفيق الغربي في اي شريط وهو يعتبر ان السينما التونسية سياحية تنجز لتلبية الذوق السياحي دون اعتبار الموضوع. ومن الغائبين عن السينما التونسية ايضا منصف الأزعر ومنصف السويسي ومحمد السياري وجمال العروي وآمال علوان وغيرهم. في حين نكتشف في كل شريط تونسي وجوها جديدة تنسى بسهولة لأنها تظهر بالصدفة! واذا كان المخرجون يبررون اختياراتهم بدواعي «الكاستينغ» فإن الممثلين المحترفين يعترفون ما يقوله المخرجون ذرّا للرماد على العيون، فالحقيقة التي يهرب منها مخرجو السينما هي بحثهم عن الممثل الاقل كلفة خاصة أن أغلبهم ينتجون أفلامهم في شركاتهم الشخصية!