لا تحتاج العلاقات التركية الى يوم وحيد في السنة لاحيائها اذ انها تقوت من خلال جهد يومي حتى وصلت الى مرحلة من الشراكة المتميزة جعلت تركيا تحتفل مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي لافريقيا وهي على ثقة بان مستقبلا افضل يجمع الطرفين. ترتبط تركيا وأفريقيا بعلاقات اقتصادية وثيقة، تقوّت منذ سنة عام 2002، وتكرست عبر قمم عقدت بإسطنبول اوزيارات لمسؤولين أتراك إلى أفريقيا وفي إطار السياسة الخارجية المتعددة الأبعاد التي تتبعها تركيا أعدت في عام 1998 خطة الانفتاح على أفريقيا من أجل تحقيق نقلة نوعية على صعيد العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية بينها وبين والدول الأفريقية. و أعدت سنة 2003 «استراتيجية تطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية» كما أعلنت تركيا سنة 2005 «عام أفريقيا». وإضافة إلى ذلك، تنوعت العلاقات التركية مع القارة الأفريقية وتطورت بفضل زيادة عدد الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى وتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الجديدة وإنشاء الآليات الثنائية الاقتصادية والسياسية وتشجيع الزيارات المتبادلة للوفود التجارية. وهو ما جعل حجم الاستثمارات التركية ببلدان أفريقية يصل إلى 25 مليار دولار تقريبا. بفضل هذه الجهود شهدت العلاقات بين أنقرة والعديد من العواصم الأفريقية قفزات نوعية، وانعكس ذلك إيجابيا على حجم التبادل التجاري بين الطرفين فانتقل من نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا إلى 30 مليار دولار حاليا. وقد تدعمت العلاقات الاقتصادية من خلال تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في تركيا يتقدمهم رئيسها رجب طيب اردوغان الذي قام ب25 زيارة الى القارة السمراء ورؤساء عديد الدول الافريقية وستحتفل تركيا قريبا بالذكرى العاشرة لاول قمة تركية اروبية افريقية انعقدت بإسطنبول سنة 2008 بمشاركة 49 دولة أفريقية وممثلي 11 منظمة إقليمية ودولية من ضمنها الاتحاد الأفريقي، وتعزز فيها التعاون بين الجانبين في شتى المجالات، ونجحت في تعزيز تلك العلاقات خاصة بعدما أصبحت تركيا «شريكا إستراتيجياً» للاتحاد الأفريقي. وأسفرت تلك القمم عن اعتماد وثيقتين مهمتين هما «إعلان إسطنبول للتعاون التركي الأفريقي: التعاون والتضامن من أجل مستقبل مشترك»، و»إطار التعاون للشراكة التركية الأفريقية»، وهما وثيقتان حددتا معالم توطيد العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية بين الجانبين. وتمت سنة 2008 المصادقة على الطلب الذي تقدمت به تركيا من أجل نيل عضوية بنك التنمية الأفريقي وصندوق التنمية الأفريقي. وبذلك أصبحت تركيا العضو الخامس والعشرين في بنك التنمية الأفريقي من خارج أفريقيا. وفي العموم تهدف تركيا في المرحلة القادمة إلى رفع إجمالي حجم التبادل التجاري مع الدول الواقعة في جنوب الصحراء الأفريقية إلى 50 مليار دولار وسيتم خلال القمة الأفريقية جديدة التي ستحتضنها تركيا سنة 2019 الاعلان عن مبادرات هامة جدا ستعزز التعاون الاقتصادي الافريقي التركي وتمتين الشراكة بين الطرفين بما يعود بالفائدة على شعوب القارة السمراء ويقوي الاقتصاد التركي عالميا.