كلما تساءلت كعامة الناس عمّن يحكم البلاد أثقب بصري وبصيرتي وأكسّر رأسي على حجر السؤال أبحث عن جواب ولا جواب فتختلط عندي الأمور ولا أجد لها تفسيرا يفك طلاسيمها.. ومن أين يأتيني التفسير وأنا أرى جيوشا من الحكام.. ولا أرى ولو واحدا منهم يحكم وأرى فيالقا من السلاطين وأسمع كلا يتبرأ من السلطة وأرى حشودا عرمرما من المسؤولين وأسمع كلا منهم يتبرأ من المسؤولية لا حاكم يحكم ولا سلطة لسلطان ولا مسؤولية لمسؤول فأتذكر قولة «مون جينيرال عمار»: «لا خوف على تونس ترابها سخون بأوليائها الصالحين» وأردد مع الماريشال عمار «وااا.. ياااا ههّة!!» وأسمع من ينادي بتفعيل قانون الأوقاف والأحباس على الأولياء الصالحين الجدد وأقف على وزارة الثقافة وهي تحوّل كل مهرجان إلى زردة ولك زردة الى مهرجان وتدعم النوبة والحضرة لما فيهما من شطيح فيه شفاء للمجانين والدراويش فيما وزارة الفلاحة تطلب بركات سيدي سعد وسيدي سالم وسيدي البرّاق في مخزون مياههم. وأنام في النهاية على يقين من أن البلاد تسير ببركة الأولياء الصالحين وهم منطلق ومرجع كل السلط في نظام شبه معدل على «الكمشة المجهولة» ولا غيرهم للشعب نوّابا. وللأمان وبما أني ابن الشمال الغربي أصبحت على غاية الرضا بأداء هؤلاء الأولياء النواب الصالحين وهم على التوالي: سيدي بوتفاحة نائب عن ولاية باجة وسيدي صالح البلطي عن ولاية جندوبة وسيدي الميزوني عن ولاية الكاف ورجال الحمادة عن ولاية سليانة. وأحسّ بسخونة تراب هذا الاقليم بمقياس الجينيرال ومكيال الماريشال بالواو والياء والههّه. وااتونساه، ويااا لوعتاه وهااا ههّاه يا أولياء الله الممضين أعلاه ونحن أسفله في أسفل السافلين نبصم على الرضا بالحبر الانتخابي للبركة.