مكتب قفصة الشروق: حدثتنا الخالة حسنية قوادر(86سنة) اصيلة منطقة برج العكارمة بالمظيلة والقاطنة بالراقوبة-قصر قفصة بتأثر كبير عن رمضان الكريم خلال عقود مضت مشيرة الى ان الاكلة الرئيسية في رمضان قديما كانت من مادة القمح والشعير حيث يقبل الناس على استهلاك الكسكسي بالقرع والحبق كطبق يكاد يكون يوميا بالاضافة الى»الدشيشة» و»المحمصة بالقديد والسمن» اضافة الى الرفيس (مرق مع كسرة) وكان اللحم حاضرا بامتياز في الاطباق التقليدية وهو بالاساس لحم الجمل والخروف ولم يكن الناس حسب الخالة حسنية يعرفون من الدواجن الا «الدجاج العربي» و»البيض العربي». وما كان يميز رمضان تبادل الزيارات والاكلات بين العائلات اضافة الى تناول الافطار جماعيا بين عديد العائلات المتجاورة وكانت النسوة تجتمعن معا للسهر امام «الاحواش» ويطبخن الشاي الاحمر ويتناولنه مع اللوز والكاكاوية في جلسات تلقائية تطغى عليها روح الدعابة والمرح فيما يسهر الرجال في المقهى واكدت الخالة حسنية على قيمة التضامن والتآزر بين العائلات خلال الشهر الكريم مشيرة على طريقتها الى ان «الدنيا كانت هشوشة وسمحة» حيث لا غلاء في الاسعار ولا ديون ولا تجاهر بالافطار في رمضان وكان الصغار يتدربون على الصيام بخياطة اليوم حسب تعبيرات المتدربين على الصيام اذ يفطرون في منتصف النهار ويطلبون من اهاليهم بخياطة اليوم وذلك بضم نصفه الاول الى نصفه الثاني عن طريق خياطة خرقتين من القماش وتحدثت خالتنا حسنية عن العاب الاطفال في ليالي رمضان مشيرة الى انها كانت تجمع بين البنات والاولاد في اجواء بريئة دون خصام او شكاوى ومن الالعاب التي تذكرها وتستمر الى ساعات متقدمة من الليل «عصية ليل» و «الغميضة» و»لعبة القايمة» لطلب المطر.