عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه» وقال عز وجل: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزُّمر: 53]. يا لرحمة الله، يا لكرم الله، يا لجود الله، نعصيه فيغفر، ونقصِّر فيصفح، ونسيء فيعفو: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد: 16]، بل هناك ما هو اعجب من ذلك: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70]. إنَّها حكمة الله الّتي اقتضت أن يجعل هذه الدُّنيا مزرعة للآخرة وميدانًا للتَّنافس، وكان من فضله عزَّ وجلَّ على عباده وكرمه أن يجزي على القليل كثيرًا، ويضاعف الحسنات، ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفات، فالسَّعيد من أغتنم مواسم الشُّهور والأيام والسَّاعات، وتقرَّب فيها إلى ربِّ الأرض والسَّماوات، عسى أن تصيبه نفحة من تلك النَّفحات، فيسعد بها سعادةً يأمن بعدها من النَّار وما فيها من لفحاتٍ. عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أتاني جبريل، فقال: يا محمَّد! من أدرك أحد والديه فمات فدخل النَّار فأبعده الله، قُل: آمين، فقلت: آمين، قال: يا محمَّد، من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأُدخل النَّار فأبعده الله، قُل: آمين، فقلت: آمين، قال : ومن ذُكِرت عنده فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النَّار فأبعده الله، قُل: آمين، فقلت : آمين». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من لم يدع قول الزُّور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري]، من لم يدع الغيبة والنَّميمة والسَّبَّ واللعن والكذب، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه فما على المسلم الا ان يلتزم بهدي الاسلام وان يعمل ولا ييأس من رحمة الله ومغفرته مهما كانت ذنوبه فان الله غفور رحيم.