بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي. ولد الشاعر سعيد أبوبكر في مدينة المكنين في 8 أكتوبر 1899 درس في المدرسة القرآنية في المكنين وتعلّم الفرنسية والعبرية بجهود خاصة مكنته من قراءة الصحف الصادرة بالفرنسية والعبرية ونتيجة الظروف الأجتماعية ومحدودية أمكانيات عائلته إضطر الى الانقطاع عن الدراسة وإلتحق بالعمل في مكتب محامي في مدينة سوسة وفي هذا المكتب للأستاذ راجع أبراهيم تعرّف على مجموعة من الأدباء والصحفيين ووجد فيه مكتبة فتحت عيناه على عيون الأدب والتاريخ. ومن مدينة سوسة بدأ يرسل انتاجه الادبي الى الصحف مثل صحيفة النديم التي كانت أوٌل صحيفة تنشر له تحت عنوان زهرة بعد زهرة كما نشر في الصواب والوزير ومن سوسة انتقل الى العاصمة والتحق بنادي الحزب في نهج أنقلترا وهناك تعرّف على الطاهر الحداد وأحمد الدرعي ومحي الدين القليبي وزين العابدين السنوسي وبدا يكتب مقالاته تحت عنوان من النافذة في جريدة لسان الشعب التي كانت قريبة من الحزب ونشر كتابه الاول سنة 1927 بعنوان السعيديات ثم نشر الزهرات ونشر خلاصة رحلته الى الأندلس في كتاب بعنوان دليل الأندلس. وحاول سعيد أبوبكر الحصول على رخصة لأصدار جريدة أو مجلٌة أدبية الا ان كل محاولاته باءت بالفشل فسعى الى الاتفاق مع صاحب امتياز مجلٌة الصادرات وغير لها اسمها ليصبح العالم وأدارها لعام ونصف وتكبد خسائر مالية كثيرة لكن صاحب الامتياز سحب منه الرخصة وكانت تلك الحادثة سبب ألم كبير وإحباط وأعاد المغامرة بإصدار مجلٌة تونس المصورة . وعاش سعيد ابوبكر مناضلا من أجل استقلال تونس ورغم أنٌه لم يحصل على شهادات علمية إلا أنٌه كان أديبا عصاميا جسد شعره تطلع التونسيين الى الحرية والاستقلال وكان قد وثق مؤتمر الحزب الدستوري الجديد في كتاب بعنوان مؤتمر البعث سنة 1936 وتوفي رحمه الله في 1948 .