مكتب نابل – الشروق: تمثل مدينة دار شعبان الفهري جزء من الشاطئ الجنوبي الشرقي للوطن القبلي، يحدها شمالا معتمدية بني خلادوجنوبا البحر الأبيض المتوسط وشرقا مدينة بني خيار كما تحدها من الجهة الغربية مدينة نابل عاصمة الولاية. ويقترن اسم «دار شعبان الفهري» بشخصين وعالمين تاريخيين ربطت بينهما علاقة وثيقة وهما شعبان مشماش، وإليه تنسب بلدة دار شعبان، حيث كان ممثلا للدولة الإسلامية بمنطقة الوطن القبلي المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأحمد الفهري الأنصاري الذي قدم من الساقية الحمراء واستقر به المقام قرب قصر شعبان حيث تزوج ابنته. وبمرور الزمن تكونت من أحفاد الفهري جنوب قصر شعبان بلدة عرفت زاوية الفهري إلى جانب أهل شعبان المستقرين حول القصر. وإثر الإستقلال وبتاريخ 9 جانفي 1957 وعند تأسيس أول بلدية بهذه الربوع توفق أهل البلدتين إلى توحيدها ضمن اسم واحد يشملهما معا وهو»دار شعبان الفهري»، عملا بمبادئ الإسلام الداعية إلى تمتين صلة الرحم ومن منطلق موقف حضاري يمقت التفرق ويدعوإلى الوحدة وتم تشييد مدينة يسودها الوئام ويطيب فيها العيش ويتفانى فيها الفرد لفائدة الصالح العام. وتشتهر مدينة دار شعبان الفهري من ولاية نابل بالصناعات الحرفية كالنقش على الحجارة منذ ما يقارب الثلاثة قرون، فقد تطور فن النقش على الحجارة بهذه المدينة بمرور الزمن حيث ابتدأ بالنحت على الحجارة قبل الاستقلال ثم وبنموالأجيال واحتياجاتهم إلى مزيد من التقدم تعددت الورشات وازداد الطلب على المنتوج من الفئات الميسورة فزينت واجهات المنازل والجوامع بالسواري والمحاريب، وفي مرحلة ما بعد التسعينات أقحمت هذه المهنة في جميع البناءات الحكومية وتكاد لا ترى منزلا بدار شعبان الفهري لا تحتوي جدرانه وواجهاته على الحجر المنقوش.