القصرين الشروق: تذيلت ولاية القصرين الترتيب الوطني في نسبة النجاح في البكالوريا وهي في الحقيقة ليست المرة الأولى التي تحتل المراتب الأخيرة، كما لم تسجل في تاريخها صدارة الأوائل في الجمهورية رغم وجود اعدادية ومعهد نموذجين ورغم وجود تلامذة قادرين على التألق. هذه الوضعية أصبحت تؤرق بال المتابعين للشأن التربوي في الجهة. الشروق طرحت السؤال على بعض المختصين والمتابعين للوقوف عند أسباب هذه المهزلة التي تتكرر سنويا في ولاية الذكاء، نعم ولاية الذكاء التي أنجبت العديد من الكوادر الماسكة اليوم بزمام الأمور في العديد من الوزارات والجامعات والمؤسسات؟. يعتبر مسعود القاسمي ( أستاذ)،أن الأسباب عديدة ومتشابكة من ضمنها عدم الاستقرار البيداغوجي للمدرسين بداية من السنوات الأولى للتمدرس حتى الباكالوريا وكثرة الغيابات، كما حمّل الولي المسؤولية هو الآخر نتيجة استقالته من الشأن التربوي تاركا المسؤولية للمدرس وحده، كما أرجع ذلك إلى عدم الملاءمة بين التوجيه والقدرات المعرفية. من جهته اعتبر المربي والإعلامي لطفي هرماسي تذيل القصرين الترتيب الوطني بمثابة المرارة التي تتجرعها جهة القصرين منذ سنوات وهي في اعتقاده نتيجة طبيعية للانحدار الذي تشهده قيمة التعليم وضيق الآفاق وحالة الإحباط في بلادنا بصفة عامة وفي جهتنا بصفة خاصة. وأكّد أن أطرافا متابعة للشأن التربوي ومنها هو شخصيا دعوا خلال السنة الفارطة إلى تنظيم ندوة جهوية تحت شعار : «تردي النتائج في الامتحانات الوطنية : التشخيص والعلاج» بحضور كافة الأطراف ذات العلاقة من مربين وإطار إشراف إداري وبيداغوجي واكاديميين ومختصين في علوم التربية ، تكون من ضمن مخرجاتها خارطة طريق براغماتية تبني أسس الإقلاع بوضع الجهة تربويا ، وتلقوا وعودا في ذلك ولكنها في نهاية الامر لم تلق طريقها إلى التنفيذ ولعل من أهم الأسباب التي ساهمت في تردي هذه النتائج المناخات التي رافقت هذه السنة الدراسية والضبابية التي خيمت عليها-حسب تعبيره -بالإضافة إلى ضعف مردودية المرافقة البيداغوجية للإطار التربوي المكلف بتدريس أقسام البكالوريا من قبل إطار الإشراف البيداغوجي، وإسناد هذه الأقسام إلى مربّين ملتحقين حديثا بالتدريس في عدد من المعاهد الموجودة في الأوساط الريفية فضلا عن تخلي جل الأولياء عن أدوارهم التربوية واكتفائهم بالسعي المحموم وراء الساعات الخصوصية دون تمحيص أو متابعة لأبنائهم.