تُختتم اليوم منافسات الدّور ثمن النهائي للمونديال وسط مخاوف كبيرة من الركلات الترجيحية التي وضعت أكثر من منتخب خارج الملاعب الروسية المحتفية بعبور صاحب الأرض والجمهور على حساب الإسبان. ويتضمّن برنامج اليوم مواجهة أوروبية ساخنة بين السويدوسويسرا وسيكون هذا «الصِدام» متوازنا ومفتوحا على كلّ الاحتمالات خاصّة في ظل التقلّبات والمفاجآت التي شهدتها النسخة الحالية من الكأس العالمية. وقد أظهرت الساعات السويسرية خلال المرحلة الأولى أنها عالية الدقة بعد أن فرض رفاق «شاكيري» التعادل على البرازيل قبل الإنتصار على صربيا والتعادل مجددا ضدّ كوستاريكا وأكد فريق المدرب «بيتكوفيتش» أنه يملك قدرات جيّدة تخوّل له السير نحو الأدوار المتقدمة من المنافسات المونديالية. وتحلم سويسرا بإزاحة السويد وبلوغ الدور ربع النهائي الذي لم يعرف له السويسريون طريقا منذ خمسينيات القرن الماضي ولاشك في أن التعطّش الكبير لتكرار ذلك الإنجاز القديم سيدفع الساعات السويسرية إلى الدوران بقوة قياسية في جولة اليوم. واقعية السويد ومن جانبه، يحظى الفريق السويدي بدعم جماهيره ونجمه الكبير «زلاتان إبراهيموفيتش» الذي تراجع عن مهاجمة اللاعبين وأكد أنهم يملكون كل المؤهلات الضرورية لمواصلة الزحف نحو المحطات الموالية من المنافسات العالمية. ورغم أن الكثيرين ينتقدون الأسلوب الذي يعتمده المنتخب السويدي بحجة أنه لا يصنع الفرجة وأن الطريقة التي يلعب بها مُملّة فإن أبناء المدرب «يان أندرسون» قاموا بالمطلوب حيث فازوا على كوريا الجنوبية وإنهزموا في اللّحظات الأخيرة أمام ألمانيا قبل أن ينتفضوا في الجولة الختامية ضدّ المكسيك. وقد وجدت السويد نفسها في صدارة مجموعتها في الوقت الذي غَرق فيه الألمان وهم أبطال العالم في الأحزان ولاشك في أن المسيرة المثيرة التي عاشها السويديون أثناء المرحلة الأولى من شأنها تحفيز اللاعبين للذهاب بعيدا في السباق المُونديالي خاصّة أن خصمهم السويسري ليس ب»العملاق» الذي قد يَمنعهم من العبور إلى الدور ربع النهائي. قوّة الأنقليز وطموح الكولومبيين اللّقاء الثاني في برنامج اليوم ستطغى عليه كذلك الإثارة بالنّظر إلى الإمكانات العريضة التي أظهرها الأنقليز والطّموحات الكبيرة لكولومبيا. ويُرشّح البعض فريق «غاريث ساوثغيت» لإقتلاع بطاقة العبور إلى الدور الموالي بالنظر إلى القوة الهجومية لمنتخب «الأسود الثلاثة» الذين تفوّقوا بالضربة القاضية على تونس و»بَنما» قبل أن يتلقوا هزيمة خفيفة على يد بلجيكا. وبالتوازي مع المؤهلات الفنية العالية للفريق الأنقليزي يقف التاريخ بدوره في صفّ زملاء «هاري كين» حيث يظهر أرشيف المواجهات التي جمعت بين الأنقليز والكولومبيين تفوّقا واضحا لمنتخب «الأسود الثلاثة» الذي يضعه البعض في خانة المراهنين على الكأس العالمية ما لم تتعطل «ماكينتهم» الهجومية أو»تخذلهم» الركلات الترجيحية كما حصل في دورات مونديالية سابقة. أما الفريق الكولومبي فإنه تجاوز بدايته المتعثرة ضد اليابان وهزم بولونيا والسينغال ليعبر إلى الدور الثاني ويصطدم بالأنقليز وقد أكد مدرب الكولومبيين «بيكرمان» بأن منتخبه لا يخشى فريق «ساوثغيت» رغم القوة التي أظهرها في المرحلة الأولى من المونديال. ويُمنّي «بيكرمان» النفس بقهر الأنقليز ومواصلة التقدم نحو الأمام أملا في تحقيق إنجاز فريد يسعد الجمهور الكولومبي ونجمه «الأسطوري» «فالديراما» الذي خطف الأضواء في المونديال بعد أن جاء إلى روسيا لتشجيع منتخب بلاده. البرنامج مونديال روسيا (الدور ثمن النهائي) سويسرا - السويد (س15) (الحكم السلوفيني دامير سكومينا) أنقلترا - كولومبيا (س19) (الحكم الأمريكي مارك غيغير)